“اذا غير الانسان ذاته وطبيعته يصبح قادراً على تغيير مصيره ومصير تاريخه ولا يرتبط ذلك بالجسم والمال والمقام..بل بانسانية الفرد التي تبقى له فقط”
“يظل العقل قادراً على تغيير خريطته الإدراكية بشرط أن يفهم القصور الذي تسببه له تلك الخريطة ”
“ان الانسان الذي يصبح واعياً بالمسئولية التي يحملها إزاء انسان آخر ينتظره بشوق وحنان, أو ازاء عمل لم يكتمل, سوف لا يكون قادراً ابداً على التفريط في حياته, فهو يعرف "سبب" وجوده ويشعر بالغاية منه, ويكون قادراً على تحمله بأي شكل من الاشكال”
“تحقيق الذات ليس هو الغاية القصوى عند الانسان, ولا حتى مقصده الأول. ذلك أن تحقيق الذات, اذا صار غاية في حد ذاته فإنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات أو التسامي بالذات وهي الخاصية المميزة للوجود الانساني. وبالاضافة الى ذلك, فإن تحقيق الذات ما هو الا نتيجة أو أثر -أي أنه نتيجة أو أثر لتحقيق المعنى, وينبغي أن يظل تحقيق الذات هكذا. ذلك أن الانسان لا يحقق ذاته الا بمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم. وعلى العكس من ذلك, إذا شرع الفرد في تحقيق ذاته بدلا من أن يحقق معنى من المعاني, فان تحقيق الذات سوف يفقد مبرراته في الحال.”
“لو أنّ حقيقة "مطلقة" واحدة، بغض النظر عن جذرها الأيدولوجي أو الفلسفي، هي السائدة دائما وابدا على كل مكان وفي كل زمان، لانتفى مهماز الحركة وسقط حافز التجاوز وبقي الانسان سجين "القالب الواحد"، مثله في ذلك مثل بقية الكائنات التي سبقته في الوجود الزمني، وقد تبقى بعد رحيله، وهنا فقط يتوقف التاريخ وينتهي لأن الانسان ذاته قد انتهى وتحول إلى مجرد كائن ضمن كائنات وجسد يأكل ويشرب ويتناسل ومن ثم يموت وتطويه الأرض في ذراتها كما طوت مالا حصر له من كائنات قبله، وكما ستطوي مالاحصر له بعده”
“وفي محاولة تفسير هذه الظاهرة وجدت ان النسبية المعرفية والاخلاقية التي كانت المفروض فيها انها ستحرر اللانسان وتفسح له المجال لتأكيد فرديته, ادت الي العكس . فالنسبية تنزع القداسة عن العالم ( الانسان والطبيعة ) وتجعل كل الامور متساوية , ومن هنا فالظلم مثل العدل والعدل مثل الظلم , والثورة ضد الظلم لا تختلف كثيرا عن الاستسلام له . فيصبح من العسير للغاية - بل من المستحيل - علي الانسان الفرد ان يتخذ اي قرارات بشأن اي شيء , ويصبح من السهل اتخاذ القرارات بالنيابة عنه والهيمنة عليه سياسيا . فالنسبية قوضت الانسان / الفرد من الداخل وجعلت منه شخصية هشه غير قادرة علي اتخاذ اي قرار وأن كانت - في الوقت ذاته - قادرة علي تسويغ اي شيء وكل شيء .”