“ومنذ عرفت مصر العواصم الموحدةوالعاصمة فيها تحقق حجما هائلابالنسبة لمجموع حجم الدولة وعلى حسابه - والمركزية تورث الحجم. ولقد كانت المعادلة الإقليمية في مصر تتألف تقليديا من رأس كاسح وجسم كسيح. وسواء كانت دائما تسود الحياة المصرية بصورة طاغية غير عادية. وقد لا نبالغ إذا قلنا ان تاريخ مصر ليس الا تاريخ العاصمة أو يكاد. والمتصفح لتاريخ الجبرتي مثلا ومن قبله السيوطي أو ابن اياس ، لا يمكن ان يخطئ هذا الإحساس”
“إنّه عارًا على التاريخ المصري أن يعرف المسلم الشرقي في مصر من تاريخ بونابرت ما لا يعرف من تاريخ عمرو بن العاص، ويحفظ من تاريخ الجمهورية الفرنسية ما لا يحفظ من تاريخ الرسالة المحمدية، ومن مبادئ ديكارت وأبحاث دارون ما لا يحفظ من حكم الغزالي وأبحاث ابن رشد، ويروي من الشعر لشكسبير وهوجو ما لا يروي للمتنبي والمعري”
“فقد ترجح العاصمة كفة بقية البلد ببساطة وسهولة. ولهذا ليس من المبالغة في شيء ان نقول إنه إذا لم تكن مصر هي القاهرة - كدنا نقول امبراطورية القاهرة- فإنها على الأقل قد أصبحت مجرد ضاحية شاسعة للعاصمة. وليس من مجرد الصدفة على الأرجح أن مصر من البلاد القليلة التي يطلق فيها اسم البلد على العاصمة في العرف الدارج رغم اختلافهما رسميا”
“في تاريخ مصر كان الأكثر انتماء والأكثر تضحية ...هم الفقراء الذين لا يملكون شيئا”
“هذا هو الفنار المتمنطق و هذا هو الشاطىء الأصفر يكاد يكون في مستوى الماء انت يا مصر راحة ممدودة الى البحر لا تفخر الا بانبساطها. ليس امامك حواجز من شعاب خائنة, و لا على شاطئك جبال تصد, انت دار كل ما فيها يوحي بالأمان”
“اذا كانت مصر هي العدو في كل ما ترسب من التراث اليهودي , فمعني ذلك انها العدو بالفعل , لانه ليس في مقدور الحاضر مهما فعل ان يمحور الموروث او يحوله لسحابات دخان , ولو ان ذلك حدث بمعجزة خارج الخيال , فإن الدعاوي الصهيونية كلها يمكن ان تتحول الي وهم لا علاقة له بالحاضر او بالمستقبل .”