“فكرة التعددية لم تعرفها أوروبا إلا من خلال احتكاكها بالدولة العثمانية، التي طبقت نظام "الملل" منطلقة من سعة الإسلام، فأفسحت الطريق لكل آخر مكانا ومكانة، حتى أمنت وحمت كافة التمايزات الدينية التي حفلت بها البلدان الداخلة في نطاق الإمبراطورية.. وقد شاءت المقادير أن تنضج الفكرة في التجربة الأوروبية ،وتتحول في نهاية المطاف إلى واحدة من أهم قيم الممارسة الديمقراطية التي صرنا نحن نتطلع إليها وننشدها. بل وصار كثير من الباحثين الغربيين يحاكمون بها الإسلام وينسبون إليه عجزا عن استيعاب التعددية!”
“يخطئ من يحسب العبادات التي شرعها الإسلام ضربًا من الطقوس التي تؤدى في جو من الغفلة السائدة، والفناء في مجهول غير مفهوم. فإن الفرائض الأولي في الإسلام تقوم على اليقظة العاطفية والعقلية، وقلما تحظى بالقبول إلا إذا تركت أثرًا غائرًا في القلب واللب! ومن ثم فالعبادات التي كلف بها المسلم أساس مكين لصحته النفسية.”
“فأية دعوة لاستحضار الإسلام تغفل دور الديمقراطية كآلية في إدارة المجتمع وكقيم تظلل حركته، تلغي في واقع الأمر أهم مقاصد الشريعة، وتهدد نظام الحياة الحرة التي تطمح إليه رسالة الإسلام.”
“من علم الغربيين هذه الفضائل إلا نحن؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم؟ ألم يأخذوها منا؟”
“والحق أن الانتقاب و التبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية , لا للتعبد ولا للأدب بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده. ويدلنا على ذلك أن هذه العادة ليست معروفة في كثير في البلاد الإسلامية، وأنها لم تزل معروفة عند أغلب الأمم الشرقية التي لم تتدين بدين الإسلام.”
“بحثنا في الواقع سوف يوصلنا في نهاية المطاف إلى حزمة من الأسئلة التي لا نملك أي إجابة عليها , حيث إن من الثابت أن في كل ظاهرة من الظواهر عنصرا غيبيا استأثر الله تعالى بعلمه ”