“إن المجتمع الذى تسيطر عليه مشاعر التضامن والتضحية والمصير المشترك يُعتبر فى حالة دينية ...هذا هو مناخ "الحالة العاطفية العالية"التى تظهر فى حالات الطوارىء ،وفى الاحتفالات الدينية عندما يجمع الناس شعور الأخوة والصداقة”
“إن المجتمع العاجز عن التدين هو مجتمع عاجز عن الثورة, والبلاد التى تمارس الحماس الثورى هى بلاد تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية، ان التضامن والاخوة العدالة هى مشاعر دينية في صميم جوهرها وانما موجهة في شكل ثورة لتحقيق العدالة والجنة على الأرض”
“لقد تأملت فى الأحداث المثيرة التى وقعت فوجدت أن الذى أضرم النار فى المسجد الأقصى من بضع سنين يهودى أسترالى ٬ وأن الذى أطلق الرصاص على المصلين فقتل وجرح عشرات ٬ وصوب طلقاته على قبة الصخرة فكاد يهدها يهودى أمريكى!.إن الأخوة الدينية جمعت بين الأستراليين والأمريكيين لدعم`إسرائيل` وكذلك جمعت هذه الأخوة بين شرق أوروبا وغربها ٬ وبين اليهود العرب فى إفريقية وآسيا! وعد أولئك كلهم أولاد الأنبياء ٬ ونسل يعقوب المبارك!.والعالم المتحضر لا يرى فى هذا الرباط شيئا ينكر... الشىء الذى ينكر حقا هو الإخاء الدينى بين المسلمين وحدهم وتحول هذا الإخاء إلى سياج يحمى عرب فلسطين من الهاجمين عليهم!!ومن ثم كانت قضية فلسطين عنصرية لا دينية ٬ كما يصورها لنا الخادعون المخدوعون”
“أغلب الظن أن الذى دفع الأصوليين إلى اصدار هذه الكتيبات مردود إلى عاملين: عامل موضوعى وعامل ذاتى. العامل الموضوعى متمثل فى بزوغ «الحداثة» المتمركزة فى العقلانية والتنوير والثورة الصناعية، وفى نشأة علم الاجتماع الذى كان سائرا فى اتجاه إشاعة العلمانية، وفى بزوغ الليبرالية التى دعت إلى أن سلطان الفرد فوق سلطان المجتمع، وبالتالى فوق كل ما يفرزه المجتمع من سلطات وفى مقدمتها السلطة الدينية. أما العامل الذاتى فمردود إلى محاضرة ألقاها تشارلس اليوت الذى كان رئيسا لجامعة هارفارد فى عام 1869، وكان عنوانها «مستقبل الدين». وقد أحدثت هذه المحاضرة هلعاً فى صفوف الأصوليين. وسبب هذا الهلع مردود إلى مسألتين: المسألة الأولى خاصة بمفهوم الدين، والمسألة الثانية خاصة بمفهوم رجل الدين.”
“ولكن القلب الذى لا يعرف قيمة المال لا فضل له فى الكرم، والقلب الذى لا يخاف لا فضل له فى الشجاعة، والقلب الذى لا يحزن لا فضل له فى الصبر. إنما الفضل فى الحزن والغلبة عليه، وفى الخوف والسمو عليه، وفى معرفةالمال والإيثار عليه”
“إن الدين هو الحالة المثلى للتوازن مع الكون , والعبادة كيفما كانت صياغتها , وإلى من أو ماذا يكون توجهها , هى معبر البقاء فى الحقيقة , وحالة وجود فى الواحد , أو كما قلت فى الصفحات الأولى : حالة الوجود الحق”