“قلت له: من هو الإنسان الذي غاظك أكثر في الوجود؟قال: أبو نواس عليه اللعنة.. قاسمته حياته ثم وصمني ببيتين من الشعر:تذكرت ما قاله أبو نواس عن إبليس..عجبت من إبليس في تيهه وسوء ما أظهر من نيتهتاه على آدم في سجــــــدة وصار قـــــواداً لذريته”
“قلت : أليس الغريب من جفاه الحبيب ؟؟قال أبو حيان التوحيدي: بل الغريب من واصله الحبيب, بل الغريب من تغافل عنه الرقيب, بل الغريب من نودي من قريب, بل الغريب من هو في غربته غريب . أين أنت من غريب لم يتزحزح من مسقط رأسه,و لم يتزعزع من مهب أنفاسه. أغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه, أغرب الغرباء من تأتيه الغربة من باطنه.”
“قلت لإبليس: ما هو أخطر عمل تحقق فيه ذاتك؟قال: عملنا الاساسى هو إعطاء الناس صورة خاطئة عن الله. هو حمل اليأس إليهم من رحمه الله..وأجمل عمل أحقق فيه ذاتي عندما يدرسون للأطفال الدين بطريقة صعبة تجعلهم يكرهون الدين.. هل تعرف أنكم توفرون علينا عملاً كثيراً في مدارسكم .”
“المعلومات هي حياة الجيش.. هي عينه الخفية التي يرى بها عدوه.. وينتصر دائماً في الحروب من يرى أكثر. من يدري عن عدوه أكثر.”
“إبليس: هل تعرف أنني أعجب أحيانا لنفاق ابن آدم, وقدرته على مسح ذنوبه في ذقننا نحن, أو ذقن النساء. يقول الرجل لابنه عندما يكبر: اتلحلح ياولد وصادق فتاة ولا تكن مثل القفل.ويقول نفس الرجل لابنته: أذبحك لو رأيتك تكلمين أحداً أو تنظرين من الشباك.. يرتكب الرجل ذنوبه فيقول عنه المجتمع انه دبور وجدع, فإذا أخطأت المرأة مرة واحدة وصمها المجتمع واعتبرت ساقطة, يتزوج الرجل ثم يسمح لنفسه بالحرية المطلقه.. في نفس الوقت الذي يطالب فيه زوجته بالوفاء المطلق. لم يزل الرجل في المجتمعات المتخلفة يعتبر أن أخطاءه حلال وأخطاء النساء هي الحرام.”
“يقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ، فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "إن الله لا يخوّف الذين يرتدون عن دينهم ، بأن يلقيهم في النار ، أو يصب عليهم العذاب المصهور ، وإنما يخوفهم بالحب ، بأن يستبدل بهم قوماً يحبهم ويحبونه .. إن الارتداد عن الدين هو الشرك .. وليس في الوجود أقسى من فساد العقل ، والله يحارب الشرك بالحب .. بأرق ما في الوجود وهو الحب .لم يقل الله لهم أنه سيستبدل بهم قوماً مؤمنين .. أو صالحين .. أو أتقياء .. ثمة مسافة بعد هذا كله .. هي مسافة المحبين”
“* يجب أن أنظم حياتي في شهر رمضان . إن الفرصة المتاحة للذنوب العظيمة التي يرتكبها المرء كل يوم يمكن أن تتبخر في هذا الشهر الجميل الذي يفترض فيه أن نحس بالحرمان.- والنبي لانت واكل طبق الرز ده .. حلفتك بالنبي.قلت في سري .. عليك الصلاة والسلام يا رسول الله . ومددت يدي إلى طبق الأرز المخلوط .. بعدها توالت توسلات الأسرة أن آكل هذا النوع من اللحم .. ثم أذوق هذه القطعة من الدجاج .. ثم أنثني لهذه الصينية من الكنافة .. وفي كل مرة كان ذكر الرسول يتردد في الحديث فأمد يدي بغير تردد .. وتذكرت وأنا املأ معدتي كيف كانت زوجة النبي عليه الصلاة والسلام تعيش بالأشهر وهي لا توقد النار في بيتها .. وكيف كان طعامه الخبز الجاف المغموس في الزيت .. وكيف عرف أحب خلق الله وأكرمهم هذا الجوع النبيل الذي يدفع المرء مباشرة في قلب الوجود ويجعله يرق للعباد ، ويحنو عليهم ، ويشعر بأقسى آلامهم ...* سألت نفسي كمصري ، لماذا آكل إذا جلست للطعام كمن يأكل في آخر زاده ؟ هل هو جوع القرون الأولى من حياة المصريين .. هل هو اعتيادنا ظلم الحاكم الذي يمد يده لطعامنا قبل أن نمد أيدينا إليه .. إن مصر أعظم بلاد الدنيا خصوبة وعطاء ، بل لعل مأساتها الأولى أنها تقدم عطاءها بغير جهد ، لكن خيرها يذهب لغيرها كما تقول الأمثال الشعبية .. لماذا إذن لم نزل نأكل إن جلسنا للطعام كمن يأكل في زاده الأخير ؟!!* مددت يددي إلى ثلاث بلحات جافة تضعها زوجتي على المائدة .. هذه البلحات الثلاث تذكرني بطعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تعودت أن أفطر على البلح عملاً بالسُّنَّة ... وسط مائدتنا العامرة تبدو البلحات الثلاث غريبة ولا تكاد تظهر .. هذا ما بقي من الإسلام في بيتنا .. ذكرى صغيرة على موائد الطعام ... تذكرت أفضل خلق الله وكيف كان يصوم وكيف كان يفطر .. شهر رمضان عند المسلمين الأولين كان شهراً نزل فيه القرآن ، وكان شهراً يتخفف فيه البَدن من البُدن .. وتلتقي فيه الرحمة بالإخلاص بالجوع بالحب .. وكان شهراً تعاود فيه الروح اتصالها بخالق الروح* انتهيت من الطعام .. كادت روحي تزهق .. أحسست بوخم شديد ورغبة في النوم .. لم أكد ادخل غرفة النوم حتى دخلت زوجتي الغرفة .. ومعها طبق الكنافة والقطايف . عبثاً تبحث عن الكنافة والقطايف في صدر الإسلام ... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شبع يوماً استغفر الله لأن في المسلمين جائعاً لم يشبع ... وكان عمر يقول : والله لو عثرت شاة بأرض مصر لخشيت أن يسأل عنها عمر يوم القيامة.كان عمر يعتبر نفسه مسئولاً عن أي مطب في أي شارع من شوارع المدن التي تنتمي لدار الإسلام ، وهو يعتبر نفسه مسؤولاً لو انكفأت بسبب هذا المطب "عنزة" نظرها ضعيف .دخلت الكنافة والقطايف تاريخ المسلمين حين خرج الحب من القلوب ، وصار الإسلام سبحة معطلة وفانوساً أثرياً وكلمات تتمتم بها الشفاه وتنقطع صلتها بالإرادة.”