“إن معرفتنا الشمولية بتاريخ تطور الحضارات الإنسانية هو الذي يجعلنا نربط اليوم بين سلسلة التساؤلات القرآنية وبين تطور الحضارة الإنسانية، وقراءتنا المعاصرة للخطاب القرآني-المتفاعلة مع معطيات العلوم الحديثة- هي التي تمنحنا هذا الفهم المعاصر للخطاب القرآني، بحيث يبدو كما لو أنه نزل للتو.”
“إن الإنسانية تحتاج اليوم إلى ثلاثة أمور : تأويل الكون تأويلاً روحيًا , وتحرير روح الفرد , ووضع مبادئ أساسية ذات أهمية عالمية توجه تطور المجتمع الإنساني على أساس روحي .”
“إن ضعف الإنسان هو الذي يجعله إجتماعياً.وعناصر الشقاء المشتركة بيننا هي التي تدفع قلوبنا الى الإنسانية. فما كنا لنحس أننا مدينون للإنسانية بشيء لو لم نكن بشراً”
“فهذا النّص الثاني( التأويل القرآني السائد ) يؤول الحداثة على أنها خروج على النص الأول ( القرآن والسنة ) ، بينما هي في الحقيقة خروج على النص الثاني نفسه ، بحيث تجعل منه نصاً لايُلزم أحداً ، اليوم ، وتحاول أن تقرأ النص الأول قراءتها الخاصة ، وتؤوله تأويلها الخاص ، فالحداثة ليست ، في الأساس ، مواجهة للنص الأول ، وإنما هي مواجهة للنص الثاني . إنها ترفض أن يُحصر النص الأول ، في تأويل واحد ، تخطّاه الزمن وتخطّته المشكلات التي يواجهها المجتمع العربيّ - الإسلامي . وهي ترى ، تبعاً لذلك ، أن هذا التأويل السائد قيّد الحقيقة مخضعاً إياها لفهم أصحابه ، وهو في هذا يقيّد النص القرآني ذاته . هكذا ، بدلاً من أن يبقى النص القرآني ، كما هو بدئياً ، نصاً مفتوحاً على الواقع والعالم والإنسان ، تحول إلى نص لامدخل إليه ولا معيا لما يحتويه إلا ذلك التأويل السائد . لقد أصبح النص القرآني نفسه مغلقاً وتابعاً هو نفسه لهذا التأويل . الحقيقة في هذا النص ، لكن هذا التأويل هو ، وحده ، الذي يعرفها ، ويدل عليها . إن في هذا ، أخيراً ، ما يناقض النص القرآني ذاته - بوصفه كلاماً إلهياً ،وبوصف الكلام الإلهي مما وراء الطبيعة والإنسان ، أي بوصفه نصاً مفتوحاً بلا نهاية .”
“يتوهج النص القرآني بين أيدينا ونحن نعيد فهمه بضوء شروط الحضارة،يتوهج هو ويبعث الضوء،بقي أن نتوهج نحن!.”
“هناك سبب للعودة إلى التوحش وهو الاختلال المتزايد بين تقدم العلوم والتكنولوجيا من جهة وعدم حصول تطور مماثل في مجال الاخلاقيات. إن مصدر عدم الاستقرار في العالم المعاصر هو إلى حدّ كبير تبعية البشر المتنامية للوسائل التكنولوجية، بينما لا تزال النفسية البشرية كما كانت دائما سهلة التأثر بما حولها، والقيم الاخلاقية تفقد من صلابتها.”