“انظر ..أترى ثمة شعباً مستعبداً يجتمع كما تتراكم الأنقاض، و يتفرق كما تتبدد، و ليس منه فى الاجتماع و التفرق إلا صورتان للخراب كالبومة فى التشاؤم؟ إنك لتنتظر الشعب الذى يحلم و هو مستيقظ؛ ألا تراه يعمل على السخرة و يطيع بالإرادة أو بالوهم الذى صار له كالإرادة، و يشك فى أنه يخاف من المستبد أو يخاف من أن يشك فيه، و يرجو على قوّته ما يرجوه الأجير أن يملك يده ساعة ليتناول بها لقيمات يُقمن صلبه و أن ينتهى عمل يومه ليوقن أنه إنسان كالناس له يد يملكها؟ هذا دأب الاستبداد و دأب الشعب الضعيف الذى ابتلى بالنقص عن مكافأة المستبد به و مساواته؛ و كثيراً ما لا يكون هذا النقص فيه إلا بمقدار درهم واحد من الفضة التى نزلت عن مقدار الذهب. و لكن أين هذا الدرهم المتمم؟ درهم واحد من الشعب يكون الشعب كله و يجعله مالكاً بعد أن كان مملوكاً، و حاكماً بعدأن كان محكوماً، و يخرجه فى التاريخ من رتبة ألى رتبة.”

مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق الرافعي - “انظر ..أترى ثمة شعباً مستعبدا...” 1

Similar quotes

“- ما لى أنا و للأمة التى تتحدث عنها؟!- انك تحاول حرمانها الزعيم الذى طالت لهفتها عليه و تاقت لرؤياه.- لا عليك.. دعها و شأنها.. الزعماء بها كثيرون.- كثيرون أيها الأحمق؟! ان هذا زعيم حقاً.- زعيم حقاً.. ماذا تعنى؟- ماذا أعنى؟.. لقد سبق أن قلت ماذا أعنى.. انى أعنى أنه زعيم ولد لكى يكون زعيماً.. صنعته فى الحياة هكذا.. خلق لإنقاذ هذه الأمة.. انه ألزم شىء إلى هذا الشعب فى هذا الوقت.. انه الشىء الذى يفتقده الشعب.. فلا يجده.. هل عرفت ماذا أعنى بالزعيم؟- تكلم.. تكلم.. الظاهر أنك تعنى شيئاً آخر يختلف تمام الإختلاف عما طبع فى ذهنى.. قل ماذا تعنى بالزعيم أيضاً؟!- الزعيم الذى لا يريد أن يكون زعيماً.. و لا يأبه أبداً أن يقول الناس عنه زعيم.. انه يؤمن بأن له رسالة يؤديها.. و هدفاً يقصد اليه.. و أغراضاً يسعى لتحقيقها.. و قد أهله الله لتأدية الرسالة.. و هيأه للوصول الى الهدف.. و لتحقيق الأغراض، لقد وهب له من المواهب ما يجعله يؤدى رسالته بيسر و اخلاص.. و يشعر من قرارة نفسه.. و من طريقة خلقه.. ان ذلك هو عمله، يؤديه بلا تكلف و بمهارة و ثقة و بلا اعوجاج أو خلط.. كالموسيقى الموهوب أو الشاعر الملهم لا جهد فى عملهما و لا مشقة و تكلف.. بل يفعل عمله و هو يشعر أنهه لا يستطيع أن يفعل سواه.. أفهمت؟من رواية " البحث عن جسد”

يوسف السباعي
Read more

“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”

مصطفى أمين
Read more

“فما يخدع الطغاة شئ ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، و ما الطاغية إلا فرد لا يملك فى الحقيقة قوة و لا سلطانا ، و إنما همى الجماهير الغافلة الغافلة الذلول، تمطى له ظهرها فيركب ، و تمد له أعناقها فيجر ، و تحنى له رؤوسها فيستعلى ، و تتنازل له عن حقها فى العزة و الكرامة فيطغى ، و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، و خائفة من جهة أخرى ، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ؛ فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها”

سيد قطب
Read more

“و هناك أمر آخر كنت من دعاته و الناس جميعا في عمى عنه و بعد عن تعلقه و لكنه هو الركن الذي تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، و ما أصابهم الوهن و الضعف و الذل إلا بخلو مجتمعهم منه ، و ذلك هو : التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب ، و ما للشعب من حق العدالة على الحكومة ... أن الحاكم و إن وجبت طاعته فهو من البشر الذين يخطئون و تغلبهم شهواتهم ، و أنه لا يرده عن خطأه و لا يوقف طغيان شهوته إلا نصح الأمة له بالقول و الفعل. جهرنا بهذا القول و الاستبداد في عنفوانه ، و الظلم قابض على صولجانه ، و يد الظالم من حديد ، و الناس كلهم عبيد له أي عبيد”

محمد عبده
Read more

“مع الأسف نجد أكثر التأليف فى الإسلام هو عن الصفات النبوية التى تكاد نخرجه عن البشرية مما يكاد يقربه إلى الوثنية .. أو على الأقل نسخة ثانوية من المسيح الذى وصفه الله تعالى فى كتابه الكريم بأنه "كلمة منه" و جعله يعيش حياة قصيرة لا يمارس الحياة البشرية فى اتساعها و لا يتزوج و لا يكون والداً و لا ابناً لبشر .. و هو مختلف فى هذا عن محمد الرسول -صلوات الله عليه- الذى أراده الله أن يكون بشراً مثل بقية البشر .. يعيش مثلهم و يموت مثلهم .. و هذا هو الشطر "العلمانى" من الإسلام ...فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”

توفيق الحكيم
Read more