“لعلها مصادفة سعيدة أن يولد التصوير الفوتوغرافي مع الرواية، فكلا الفنان يسعيان إلى تمجيد الكائن الفاني، وبعد أن كان الإنسان مجرد ظل لأصل مطلق خفي في الملحمة والتمثال صار هو الأصل في الرواية والصورة، لكنهما مع ذلك لم ينجحا في إقناع الإنسان بحقيقة وجوده الزائل والسيطرة على نزوعه نحو المطلق، بل أيقظا فيه النزوع للخلولد، ولكن عبر التقنية وليس الإيمان هذه المرة”
“مع شروق الشمس على واشنطن نظر لانغدون إلى السماء ورأى آخر نجوم الليل تختفي. فكر في العلم، في الإيمان، وفي الإنسان. فكر كيف أن كل ثقافة في كل مكان وفي كل زمان كان لديها دوما قاسم مشترك. لدينا جميعا خالق. استخدمنا أسماء مختلفة وصلوات مختلفة ولكن الله هو الثابت الكوني بالنسبة إلى الإنسان . الله هو الرمز الذي تشاركناه كلنا، رمز جميع أسرار الحياة التي لم نفهمها. لقد مجد القدماء الله كرمز للقوة اللامحدودة ولكن البشر أضاعوا ذلك الرمز مع الزمن حتى اليوم.”
“وإذا نظرنا إلى الجانب الأفضل من الإنسان وتاريخه نستطيع أن نستنتج أن تاريخ "تطور" البشرية هو تاريخ محاولات الإنسان للابتعاد عن هذا الوحش الكامن في أعماقه, أو عدم السماح له بالنمو على أمل التوصل إلى التخلص منه نهائيا. وهذا الوحش الذي صار قابعا في الأعماق مشكله أساسية من المشكلات التي حاول رجال الفكر والأدب معالجتها, والتي حاولت الأديان ترويضها بالدعوة إلى التسامح والمحبة والإخاء.وسنكتفي بالقول الآن أنه قد تولد في أعماق الإنسان, بفعل هذه الأحوال كلها, "شيء", أو أن هذا الإنسان لم يستطع,وبسبب هذه الأوضاع ذاتها, التخلص نهائيا من "ذلك الشيء" الذي كان فيه, والذي سنقبل الآن بتسميته "الوحش".”
“إن هدف العلم ليس تأكيد عجز الإنسان وتأكيده ضعفه أمام قوى مجهولة باطشة في السماء أو قوى مدمرة داخلية في نفسه . ولكن هدف العلم وهدف أي بحث علمي هو مساعدة الإنسان على تقوية نفسه وتأكيد قدرته أمام هذه القوى ، وتعريف الإنسان بحقيقة هذه القوى وليس تجهيله بها .”
“ولكن الدرس الذي يشارك السودان فيه تجربتي الإسلاميين في إيران وأفغانستان أن الإسلاميين لم يصلوا بعد إلى حل إشكالية الدولة الحديثة وعلاقتها بالمجتمع. في الحالات الثلاث لم يكن الوصول إلى السلطة هو المشكلة، بل كيف يكون التعامل مع أداة الدولة بعد القبض على مقاليدها.”
“لا أحد يولد كما يريد أن يولد. إنهم يلدونه كما يريدون هم. وحين يجد نفسه قادرًا على التفكير في وجوده يكونون قد حكموا عليه بالحياة التي عليه أن يقبلها أو يرفضها بوسائله الخاصة. الإنسان هو الإنسان ولا يهم إبن من هو.”