“وهذا كتاب موعظة وتعريف وتفقه وتنبيه، وأراكَ قد عِبْتَهُ قبل أن تقف على حدوده وتتفكر في فصوله، وتتفكر آخره بأوله، ومصادره بموارده، وقد غلطك فيه بعض ما رأيتَ من مزح لم تعرف معناه، ومن بطالة لم تطلع على غورها، ولم تدرِ لِمَ اجتلبت، ولا لأي علة تكلفت، وأي شيء أريغ بها، ولأي جد احتمل ذلك الهزل، ولأي رياضة تجشمت تلك البطالة، ولم تدرِ أن المزاح جد إذا اجتلب ليكون علة للجد، وأن البطالة وقار ورزانة إذا تكلفت لتلك العاقبة”
“وليس الصمت كله أفضل من الكلام كله، ولا الكلام كله أفضل من السكوت كله، بل قد علمنا ان عامة الكلام أفضل من عامة السكوت" [1/ 271]”
“من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب، ألذَّ عنده من إنفاق عُشاق القيان،والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغا رضيًّا [1/ 55]”
“الحاكم العادل من لم يعجل بفصل القضاء دون استقصاء حجج الخصماء”
“لا خير فيمن كان خيره محضاً ، وشرٌ منه من كان شره صرفاً”
“وجه التدبير في الكتاب إذا طال أن يداوي مؤلفه نشاط القارئ له ، ويسوقه إلى حظه بالاحتيال له. فمِن ذلك أن يُخرجه من شيء إلى شيء ، ومن باب إلى باب ، بعد أن لا يخرجه من ذلك الفن ، ومن جمهور ذلك العلم”