“فالتعاطف معناه أنك تفعل ماتفعله من أجل الأخرين وهذا ليس صحيحا . فكل ماتفعله منبعه الأساسى الرغبة فى الوصول إلى خلاصك الذاتى من عذابك وألمك . هذا الألم الذى فى بعض الأحيان يفوق ألام الإنسان المقهور نفسه , وذلك نتيجة لعدم وعيه بكل أبعاد مأساته وإبتعاده عن أصله الإنسانى”
“اطمئن، لأن الألم الذى يعتصر قلبك والحيرة التى تتملكك يعنيان أنك لا تزال على قيد الحياة، ولا تزال بشريا، ولا تزال مفتوحا على جمال العالم، بالرغم من أنك لم تفعل شيئا لتستحقه. وعندما تستاء من الألم الذى فى قلبك، تذكر: ستموت وتدفن قريبا.”
“لا خلاص من الشقاء إلا بالخلاص من الرغبة .. و قتلها ..و الوصول إلى حالة من السكينة الداخلية .. الزاهدة فى كل شئ .. و العازفة عن جميع الرغبات .. من كتاب / الشيطان يحكم ..”
“اذا استمريت فى التساؤل فهذا معناه أن الجرح ليس عميق صدقنى .. فعمق الألم يخرسنا عن الاسترسال لنتساءل”
“تراتب البنية الاجتماعية السياسية المعرفية أشبه بتراتب جسم الإنسان عند أفلاطون، أعلاه الرأس الذى يحيط بالعقل الذى هو أشرف مكونات الجسم، ويليه الصدر فى التراتب الهابط، حيث القوة الغضبية فى الجسم، ويوازيها حراس الجمهورية، وأدنى من الصدر ما يليه، إلى أدنى الأدنى، حيث القوة الشهوانية الحيوانية المقترنة بكل الصفات السلبية، خصوصاً من حيث نقيض الرأس (العقل) الأعلى. والتراتب الطبقى شبيه بهذه البنية، صارمة التدرج إلى أعلى أو إلى أدنى عند أفلاطون، وهى كذلك فى ثقافة التخلف التى تبرر التراتب الطبقى بتأويلات دينية، تهدف إلى إضافة القداسة على هذا التراتب الذى لا ينبغى للإنسان تغييره، بل الرضا به، والعمل بما قسمه الله الذى جعله فى هذا الوضع أو ذاك.ولا غرابة أن يتصف الإنسان فى هذا التراتب القسرى، بصفة الجبر بمعناه الكلامى الفلسفى، وهو المعنى الذى ينفى عن الإنسان حرية الإرادة وحق الاختيار، فهو لا يشاء إلا بما شاء الله، وعليه الرضا بما هو مقسوم له، وما تقرر له حتى من قبل أن يوجد. ولا فارق كبيراً بين الإنسان المجبور والإنسان الاتَّباعى داخل بنية التراتب المفروضة، فالإنسان المجبور إنسان مقهور لا يملك القدرة على المبادرة الخلاقة، أو الفعل الجذرى، أو الاختيار الحر، فهو إنسان يسلم نفسه إلى الأقدار وولاة الأمر، ابتداء من الأسرة التى هى الوحدة الاجتماعية الصغرى، وانتهاء بالنخبة الحاكمة، عسكرياً أو مدنياً أو طائفياً أو قَبَلياً، فهو إنسان مبرمج على الاستسلام لقوى بشرية وغير بشرية يراها أعظم منه،كما يرى نفسه أضعف من أن يقاومها أو يخرج عليها، فلا يملك من أمر نفسه إلا ما يجعله الوجه الإنسانى للزمن المنحدر عن نقطة الابتداء فى الماضى الذى يتحول المستقبل إلى عود إليه، ولا يفارق هذا الإنسان دوائر الطاعة والتصديق فى كل مجال، والرضا بما يأتى به القضاء والقدر دون مقاومة أو تمرد، فالمقاومة كالتمرد خروج عن الناموس الإلهى والاجتماعى والسياسى فى آن. وطاعة هذا الله فيما قدّر على هذا الإنسان ويسّره له هى الموازى الدينى الذى تتأكد به طاعة السلطان وإن جار، والأساس الذى ينبنى عليه البعد السياسى الذى يدفع الإنسان إلى اتَّباع كل ما يتمسح فى الدين، أى دين، أو ينطق باسمه. وتعنى صرامة التراتب، من هذا المنظور القمعى، أمرين متلازمين: أولهما؛ غياب الحوار المجتمعى بين الفئات المتباعدة، المحصورة فى مداراتها المغلقة، وذلكم بما يؤدى إلى الانفجار والعنف فى حالات عديدة، نتيجة انعدام التواصل أو التفاعل أو الحراك. وثانيهما؛ وجود ثنائيات قائمة على التضاد الذى يعلو فيها الطرف الأول ليهيمن على الطرف الثانى فى كل الأحوال. هكذا يعلو فيها الأكبر سناً بالقياس إلى الأصغر، فالأول كنز للتجارب المختزنة، والحكمة التى لا يعرفها هوج الشباب، ويتميز الذكر عن الأنثى، والأصيل على الوافد، والقديم على الجديد، والثبات على الحركة، والنخبة على الجمهور، وعلم الخاصة المضنون به على غير أهله من الصفوة على معارف العامة التى لا وزن لها مثلهم فى المرتبة الاجتماعية الموازية للمرتبة المعرفية. وأضف إلى ذلك الأحرار مقابل العبيد والموالى فى المجتمعات القديمة، والبيض على السود، والأغنياء على الفقراء، حيث مجتمع اللامساواة الذى يحدد قيمة المرء بما يملك، أو ينتسب إليه أسرياً أو طائفياً أو قبلياً، غاضاً البصر عن أصل الثروة.”
“كثير جداً من ميلنا إلى التقليل من شأن الآخرين، بما فى ذلك الامعان فى انتقاد الناس من وراء ظهورهم، والمبالغة فى تضخيم أخطائهم الصغيرة، والتغاضى عن حسناتهم، والميل إلى رؤية عيوب الآخرين بدلاً من حسناتهم، كل هذا يؤكد لنا شعورنا بأننا "ذو قيمة " وذلك عندما يعز علينا أن نكتسب هذا الشعور من أى طريق آخر غير التقليل من قيمة الآخرين .”