“إن تغليب العفة على الشره يحتاج إلى جهاد طويل.فإذا كان المراد أن تبلغ النفس درجة تحب فيها الخير وتستلذه، وتكره فيها الشر وتزدريه فالأمر بحاجة إلى مران أطول، مران يلتقى فيه كفاح الإنسان نحو الكمال، والتوفيق الإلهى لبلوغ الشأو المقصود.وبذلك يكون الإنسان ممن عنتهم الآية الكريمة: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم).”
“إن العراك الباطنى لا ضجيج له، ولا سلاح فيه، ولكن هذا العراك أخطر فى نتائجه من المعارك التى تنتثر فيها الأشلاء، وتبذل فيها الدماء.ذلك، لأن جهاد النفس هو الطريق الحقيقى لبلوغ القمم التى تجعل الإنسان يحتضن المثل العليا، ويبذل دونها النفس والنفيس، وقد جاء فى الأثر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عقب العودة من إحدى غزواته: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".”
“الرفاهية و الأبهة تلك هي السعادة في نظرك . أما أنا فإني أعتقد أنه إذا كان من خصائص الإله أنه لا يحتاج إلى شيء، فإن مما يقرب من الألوهية أن لا يحتاج الإنسان إلا إلى قليل . و بما أنه لا أكمل من الله فإن القرب منه قرب من الكمال”
“فإن الدنيا لا تكون دار ابتلاء إلا إن فاضت بالمحن والمصائب إلى جانب المنح والرغائب, فإن من الخير والحكمة ألا تتعلق نفس الإنسان بهذه الدنيا التي جعلها الله ممراً إلى مقر, ولو كان كل ما فيها باعثاً على السرور لركنت النفس إليها ولتحولت بحكم واقعها الجذاب والمغري إلى مقر بدلاً من أن تعامل كممر, ولن يعقب هذا الواقع الذي هو في ظاهره خير إلا شراً وبيلاً يتجاوز في سوئه أضعاف الشرور والمصائب التي لون الله بها - لحكمة بالغة - واقع هذه الحياة الدنيا”
“وهنا سنن الله الكونية التى يجب أن يخضع لها المؤمنون والكافرون: أن الحياة فيها هذا التصادم المستمر بين قوى ومبادئ مختلفة.. وهكذا الحياة.. يحاول الكفر أن يفرض نفسه، فتنشط قوى الإيمان لكى تبقى.. فيبقى الإيمان بعد أن نمت قواه بضغط الكافرين عليه.. (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) هذا التدافع الحضارى، جزء من الاختبار الإلهى، وجزء من تمكين الخير من أن تزداد صلابته فى مواجهة الشر.”
“قد يكون الإنسان دليلاً على عظمة الله, ولكن عظمة الله مستحيل أن تقف عند حدود الإنسان!”