“وما دام السلطان الظالم محاطاً بالفقهاء والوعاظ, وهم يؤيدونه فيما يفعل ويدعون له بطول البقاء, فمتى يستطيع أن يحس بأن هناك أمة ساخطة أو إلهاً مهدداً .”
“إن القانون لا يستطيع أن يعاقب كلباً له صلة غير مباشرة بجلوازٍ من الجلاوزة، فماذا يستطيع القانون أن يفعل -ليت شعري- تجاه الجلواز نفسه؟”
“يستطيع اليوم أن يستعمل السلاح أي إنسان ولو كان امرأةً ضعيفةً أو قزماً نحيلاً. وبهذا قل َّ الفرق بين قوة الحاكم وقوة المحكوم، واستطاعت الرعية أن تُقارع سلطانها بنفس السلاح الذي يقارعها به السلطان”
“وكثيرا ما يكون الحاكم ظالما وهو لا يدري انه ظالم , انه يجد لنفسه عذرا في جميع ما يفعل . فاذا جاءه واعظ يقول له : ان الظلم يغضب الله , اومأ السلطان برأسه ايماءة القبول وقال له : احسنت بارك الله فيك !”
“إن الرأي الجديد هو في العادة رأي غريب لم تألفه النفوس بعد. وما دام هذا الرأي غير خاضع للقيم التقليدية السائدة في المجتمع. فهو كفر أو زندقة. وعندما يعتاد عليه الناس ويصبح مألوفاً وتقليداً يدخل في سجل الدين ويمسي المخالفون له زنادقة وكفاراً.”
“لم يكن الشيعة "راوفض" في أول أمرهم ، وكذلك السنة "نواصب". إنما هو التطرف ، أو ما أسمنياه بالتراكم الفكري ، الذي أدى بهما إلى هذه النتيجة المحزنة. وإذا أردا الشيعة وأهل السنة في هذا العصر أن يتحدوا فليرجعوا إلى شعارهم القديم الذي اتخذه زيد بن علي وابوحنيفة ، أي شعار الثورة على الظلم في شتى صوره... لا فرق في ذلك بين الظالم الشيعي أو الظالم السني.إن هدف الدين هو العدل الإجتماعي. وما الرجال فيه إلا وسائل لذلك الهدف العظيم”
“وأرجو من القارئ أن لا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن. إن هذا هراء ما بعده هراء. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة. ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر.”