“إن الإنسانية لن يكتمل نضجها إلا إذا استطاعت قوة الفكر أن تعادل وتوازن قوة العمل”
“واجب رجل الفكر أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً .. و أن يصمد به في وجه كل عدوان .. لأنه الضمان الوحيد علي هذه الأرض الآن تجاه انحراف قوة العمل الانحراف الطاغي المدمر …”
“إن عصرنا الراهن قد ابتكر طريقة يستطيع بيها رجل السلطان أن يُسكت رجل الفكر .. فهو اليوم لا يعذبه و لا يسجنه كما كان يفعل الحكام السابقون .. لكنه يستدرجه إلي حظيرة السياسة العملية فيلغي بذلك وجوده لأنك إذا أدمجت الفكر في العمل لم يعد فكراً … فواجب رجل الفكر إذن أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً …”
“إن التعادل الذي كان قائماً حتي مطلع القرن التاسع عشر بين قوة العقل و قوة القلب قد اختل منذ ذلك الوقت بتوالي انتصارات العلم العقلي و استمرار جمود الجانب الديني .. فالعلم وليد العقل قد ضاعف قوته و جدد وسائله و وسع آفاقه .. في حين أن الدين وليد القلب بقي محصوراً في أفقه لم يكتشف منابع جديدة في أعماق القلب الإنساني تتعادل مع تلك العوالم الجديدة التي اكتشفها العقل البشري …”
“إن أديب اليوم إذا لم يشعر أنه مسئول عن مصير الإنسان وحضارت الإنسان في الغد، وأنه يمكنه أن يكافح بوسائله التي يحذقها، تبعاً لطبيعته واستعداده وكفايته ولون تعبيره، إذا لم يشعر الأديب المعاصر بهذا الواجب، وهذه المسئولية فقد نام الحارس الوحيد للحضارة الإنسانية!”
“السياسة و الدين مصدر قوة .. في إساءة إستخدامهما خطر علي الحياة العقلية …”
“يقول العقاد "إن اتجاه التاريخ الإنسانى متقدم من الاجتماعية إلى الفردية، إذ الفردية هى عنوان الكرامة الإنسانية .. هى شعور الإنسان بقيمة فكره و إحساسه لا بفكر الجماعة و إحساسها! إن الحيوان لا بفكر بفكره و لا يحس بإحساسه .. إنما هو يفكر و يحس بغريزة الجماعة كلها و النوع كله .. و لن يرقي الحيوان إلى مرتبة الإنسان إلا إذا استقل فى تفكيره و إحساسه .. إن الوعى الجماعى فى الحيوان هو الذى جعل الحيوان حيواناً، و الفردية أى الحرية هى التى جعلت الإنسان إنساناً" ،،،”