“فاحذروا مخلفات الاستعمار . .احذروا هذا الصنف من الناس الذي احتل الاستعمار قلوبهم وعقولهم ، ولم يخرج منها إلى الآن . .احذروا هذا الصنف الذي يكره دينه ، لأن الاستعمار بغضه إليه . .ويجهل تعاليمه ، لأن الاستعمار صرفه عنها . .ويثرثر بكلمات في الإصلاح ، وفي القضايا العامة ، لا وزن لها ، ولا قيمة ، لأنه ببغاء يحسن الترداد و لا يعقل شيئا . .إنه عبد ، في صورة حر . .وذنب ، في سمت سيد . .وجاهل ، في إهاب متعاقل . .احذروا هذا الصنف وإنكم لواجدوه في كل مكان . .إن التحرر الحقيقي أن نغسل بلادنا من أدران الاستعمار بعد أن يجلو الاستعمار عن كل شبر فيها . . .”
“إنهم في بلده يبدأون بقتل المعارضين ثم يبحثون بعد ذلك عن الأسباب. قال : إنه كان يوم أسود يوم قرر في شبابه أن ينضم لمطاهرات الاحتجاج علي الاستعمار فدخل السجن و حين خرج منه وجد نفسه سياسياً بالرغم منه. و في الحقيقة ما الذي كان يغضبه من الاستعمار بالظبط ? .. لقد قضي في السجن أيام الاستقلال أضعاف ما قضاه أيام الاستعمار و كان سجن الاستعمار لعب عيال جنب ما حدث له من أهوال في سجن الاستقلال. و ها هو من عشر سنين محكوم عليه بالإعدام في بلده لأنهم اعتبروا حزبه خائناً و لولا أنهم يسمحون له في هذا البلد الاستعماري بممارسة الطب لمات بعد أن نجا من الإعدام فما رأي في ذلك ?قلت بشكل عابر : إنه مت يجب ألا يلوم نفسه لأنه فعل ما كان ينبغي أن يفعله و حارب من أجل أن يستقل بلده. إن الاستقلال جيد رغم كل المشاكل.قصة "الملاك الذي جاء”
“إنهم يحاربون هذا النظام لأنه حين يقوم سيطارد الاستعمار كما يطارد الشيوعية و لن يسمح لأي لون من ألوان الاستعمار تحت أي اسم، و تحت أي ستار أن يعيش في هذا الوادي، و لا في الوطن الإسلامي كله؛ لهذا هم يحاربون هذا النظام العادل الكامل الذي يستمتع بحمايته و عدله أتباع ديانته و مخالفوه على السواء.”
“ثم يعود السؤال: لماذا تعاصرت ظاهرة "التحرير" في العالم عموماً؟ و الرد يكمن - في كلمة واحدة - في روح العصر Zeitgeist, لقد أصبح التحرير هو أيديولوجية الشعوب التي طال كبتها و روح العصر السارية السائدة. و إنه هو المناخ السياسي الذي جعل الثورة علي الاستعمار ظاهرة كوكبية في العالم كله لا علاقة لتوقيتها بعمر الاستعمار هنا أو هناك - دون أن يقلل هذا البتة من دور الكفاح الوطني نفسه, و إنما هو كان فرصة مواتية استفاد منها هذا الكفاح إفادة ذكية شجاعة.جمال حمدان”
“الاحتكاك الحضاري الذي يصاحب الاستعمار لا يلبث أن يضيق الهوة الحضارية - التي هي أساس التفوق العسكري للاستعمار - بين القوة الدخيلة و الداخلية. و بهكذا يؤدي منطق الاستعمار من صميم نفسه و بطريقة ديالكتيكية ( ناعمة سلسة) إلي نقصيه تماماً. تلك متناقضة ساخرة في منطق الاستعمار, وهي وحدها تجعل نهايته محتومة بطبيعته, فهو يهزم أغراضه و يستهلك نفسه بنفسه و يحمل في كيانه جرثومة فنائه.”
“الاستعمار ليس من عبث السياسيين , ولا من أفعالهم , بل هو من النفس ذاتها , التي تقبل ذل الاستعمار , والتي تمكن له في أرضها .”