“كان بيجن لا يصدق ، كان أميل – كما قال – إلى إعتبار الإعلان عن الاستعداد للزيارة محاولة ضغط مباشرة تدعوه إلى الاستجابة للمطالب العربية – الانسحاب والدولة الفلسطينية – ولكى يريح نفسه ويريح آخرين فقد أعلن موقفه وهو يتلخص فى نقطتين : ـ الأولى أنه يرحب بالزيارة ترحيبا حارا وقلبيا ـ الثانية أنه لكى تكون الأمور واضحة فإنه يريد تحديد شروط إسرائيل مسبقا حتى لا يكون هناك مجال للوم بعد ذلك وهذه الشروط هى : ان إسرائيل لن تنسحب إلى ما وراء خطوط سنة 1967 ، وإن اسرائيل لن تتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، وإن اسرائيل لن تقبل بقيام دولة فلسطينية لكن احدا لم يلتفت إلى ما يقال ... فقد كان الضجيج العالمى صاخبا ...”
“إن الإنسان يخشى سوء العاقية ما دامت لم تحدث بعد، أما وقد حدثت فإنه يطمئن إلى أنه لن يتعرض لما هو أسوأ منها”
“إن الفكر مهما كان قويّاً، وإن الوعي النقدي مهما كان عظيماً، فإن سلوك الناس لن يتغير كثيراً ما لم تنشأ ظروف وأوضاع جديدة تحملهم حملاً على التحول إلى سلوك الطريق الأقوم والأرشد.”
“الحريات المقررة هى الجو الوحيد لميلاد الدين ونمائه وازدهاره !وإن أنبياء الله لم يضاروا بها أو يهانوا إلا فى غيبة هذه الحريات، وإذا كان الكفر قديماً لم ينشأ ويستقر إلا فى مهاد الذل والاستبداد فهو إلى يوم الناس هذا لا يبقى إلا حيث تموت الكلمة الحرة وتلطم الوجوه الشريفة وتتحكم عصابات من الأغبياء أو من أصحاب المآرب والأهواء .. .. نعم ما يستقر الإلحاد إلا حيث تتحول البلاد إلى سجون كبيرة، والحكام إلى سجانين دهاة .من أجل ذلك ما هادنا ـ ولن نهادن إلى آخر الدهر ـ أوضاعاً تصطبغ بهذا العوج ويستشرى فيها ذلك الفساد .”
“- لماذا علينا أن نصغي إلى قلوبنا ؟ - لأنه حيث يكون قلبك يكون كنزك. - قلبي خائن ـ قال الشاب للخيميائي ـ إنه لا يريد لي أن أتابع طريقي. أجاب الخيميائي: - هذا جيّد، فهذا برهان على أن قلبك يحيا، وإنه لشيء طبيعي أن تخاف مبادلة كل مانجحت في الحصول عليه من قبل مقابل حلم. - إذن لماذا عليّ أن أصغي إلى قلبي؟ - لأنك لن تتوصل أبداً إلى إسكاته، حتى لو تظاهرت بعدم سماع ما يقوله لك، سيبقى هنا في صدرك، ولن ينقطع عن ترديد مايفكّر به حول الحياة والكون. - حتى وهو خائن. - الخيانة هي الضربة التي لاتتوقعها، وإن كنتَ تعرف قلبك جيّداً، فإنه لن يستطيع مباغتتك على حين غرّة، لأنك ستعرف أحلامه، ورغباته وستعرف كيف تتحسب لها، لا أحد يستطيع التنكّر لقلبه، ولهذا يكون من الأفضل سماع مايقول كي لايوجه لك ضربة لم تكن تتوقعها أبداً”
“اننا لا نبكي على طابون القرية بل على مكتبة المدينة، ولا نريد استرداد الماضي بل استرداد المستقبل ودفع الغد إلى بعد غده. اندفاع فلسطين في طرقات مستقبلها اُعيق بفعل فاعل، كأن اسرائيل تريد ان تجعل الجماعة الفلسطينية كلها ريفا لمدينة اسرائيل، بل انها تخطط لرد المدن العربية كلها إلى ريف مؤبد للدولة العبرية !”