“فإذا أدى جيل اليوم دوره في الإعداد لتكوين جيل المستقبل؛ فقد نجح فيأداء دوره، أما إذا ظن في نفسه القدرة على الأداء الصحيح، فإنه بهذا قد يخطئالهدف ويستنزف الطاقة المحدودة المتوفرة للجيل، بسبب أخطاء تكوينه النفسيوالتي يبدو أنه ليس بالإمكان تغييرها في هذه المرحلة إلا في حدود ضيقة لا تؤهللإخراج الأمة من أزمتها”
“هل هناك أي أمل حقيقي في أن ينقل أي جيل تجربته للجيل الذي يليه؟ أم أن من المحتّم على كل جيل أن يمرّ بالتجربة بنفسه، وأن يستخلص كل جيل بنفسه ما يستطيع استخلاصه من تجربته هو، دون أي أمل في أن يحصل على أي مساعدة من الأجيال السابقة؟”
“يُغفل المجتمع تلك الضوابط الخفية التي أنشأها في أعماق نفسه الجيل السابق المتحفظ، والتي لن يخلفها هو للجيل المقبل لأنه غير مؤمن بها، يظنها تشدداً بلا ضرورة ولا لزوم!ثم يتراجع هذا الجيل ويجيء جيل جديد يربيه الأب والأم الذان ذاقا شيئاً من "المتعة" ولم يسقطا السقوط الكامل ولن ينظرا إلى التقاليد "المتزمتة" بعين الاحترام.ومن ثم ينشأ الجيل الجديد وقد ضعف الشخص الواقف في داخل النفس بالمرصاد، ولانت العصا لم تعد تترك أثراً في الضمير،ـ وتفككت التقاليد فلم تعد تمنع المحظور.ويأتي جيل يرى أمةً قد تعرت، من شيء من الثياب وشيء مماثل من الفضيلة.الولد الذي يرى أمه عارية لا تثور في نفسه نخوة الرجولة والحرص على الأعراض، فقد زالت في نفسه حرمة الجسد، وصار نهباً يباح للعيون وبعد ذلك لما هو أكثر من العيون.”
“الفساد يقتل الوطنية في جيل ويشعله في جيل آخر، حين تتغول يد الفساد وتمتد إلى الحيز الخاص للمواطن، فيبيت وهو يخشى على نفسه وأملاكه، ومستقبل أولاده، بل حين يفقد القدرة على صنع مستقبله، حين لا يجد عملا ومسكنا وعائلة، حين يشعر بالإهانة، وسخرية الوطن منه، حينها سيلجأ إلى أقسى الحلول، وهو يعلم ويعي تماما أنها أقساها.”
“إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانا.. فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء، ولا ندرك من القصة إلا تلك المرحلة المحدودة بين قوسين اسمها الدنيا.. أما ما قبل ذلك ومابعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب.. ولذا يجب أن نصمت في احترام ولانطلق الأحكام..”
“إن المترفين يودون من صميم قلوبهم أن يكون الناس محافظين لا يعرفون من الآراء إلا ما ورثوه عن الآباء والأجداد, فإذا نهض من بينهم ناهض ينحو منحى جديداً في آرائه, قالوا عنه إنه عميلاً للأجانب, وهذه التهمة يصدقها البلهاء بسرعة, وتلصق التهمة بالمجددين, فإذا نجحوا أو استولوا على الحكم زالت التهمة عنهم, أما إذا فشلوا ظلوا متهمين بها جيلاً بعد جيل .”