“• سأُطرِفُك بأمرٍ يا صديقي ،أنا لا أزال أَنا بِنون البِداية أبدأَ،وبالجنون أَخُط عَلى ناصية الطريق المُضمحل حكايتي ،أَلهو بين حُقول ذِكرياتي فيُتعبني الجَريُ ،... يُرهقني ،يشاكسني ويُلقي بيعَلى ذراع الزيزفونة الخَضراء الواقفة تُعانق أَكُف السَماء ،أُلقي جُروح الروح إلى ضاد العَربية الفُصحى ،فتَسندني،تُعانقني ،وأشكو لَها هَماً يكاد يَخنقني ،وأَصرخ في وَجه الأَلم أن ابتعدفأنا يا صديقي كنت ولا زلت لا أملك الضَمان على عَقلي النَزِق،ولا أثق،أن يَوماً سيأتيني بحُلمٍ مُرتقَبْ!لا تُبالي يا صديقي فأنا لا أزال كما أنا على لام الأحلام كالمتسولين أرتَزِقْ ،!”
“أَنا لا أُشفى مِن ذاكِرَتِيْ .! لا أُشفى أَبَداً ..”
“لَست سَيئة ،، ولا مُتعجرفة ،،ولا بي ذَرة من الحقد والأنانية،، لكن الوضع الذي آلت إِليه حالتك بعدي يُسعدني جِداً ..!.. يَرد لي اعتباري وثقة نفسي بي !! ينصفني أمام الانتظار الذي انتظرتك إياه،، صِدقاً ما تَوقعت أن يَكون لفراقي عليك هَذا الأثر .!. هَزلتَ واصفرّ وجهك وذبلت عيانك ،، قتلكَ غيابي كما قتلني !! الآن أنت تشاركني الحُزن والألم ؛؛سعيدة جداً بذلك !!”
“أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي بَعدي رَجلٌ أنيق يَرتَدي بدلةً سَوداء و ساعة فَضية سيجلِس على الطاولةِ بمحاذاةِ النافذة يَصمتُ قليلاً .. ثُمَّ يجول بِعينيهِ بحثاً عن سيدةٍ أنيقة ، تَرتدي مِعطفاً خمرياً ! سَوف يَطلبُ كوباً من القَهوة حَضرها لَه جيداً و لا تُكثر من مُكعبات السُكر ! أظن أنَّه سينتظرُ طويلاً ينظُرُ في ساعتهِ تارةً و يكتب الملاحظات في مُفكرتهِ تارةً أُخرى ! و إذا ما لاحظتَ أنه بدأَ يسأَم من فَرط الانتِظار قُل له : أَن السيدة التي يَنتظرها لن تأتِ و أنَ سيداً نبيلاً قدَّم لها الزهور و أخذها بعيداً قل له : أنها تُفضل أن تقرأ كتاباً بدلاً من مجالسةِ هذا الأحمق لذلكَ ستهربُ بعيداً "كما هربت منك ذات مساء" قل له : لقد تركت لكَ قلبها تحت الوسادة و زجاجةَ عطر بين رفوف ذاكرتك لتذكرها كثيراً !”
“كُن الرَجل اللا مبالي الذي عرفته ، أكره أن أراكَ بعدي مُثيراً للشفقة !”
“كتبتك كَثيراً، كما لم تكتبك أنثى قبلي وكما لن تكتبك أنثى بعدي ،، كيف لا وأنت من أخرج كل الألم الساكن ف داخلي ليترتب بخجل على ورق ،، سكبت الحزن على فساتين عيدي ولوثتني به حتى النخاع ،، أحزنتني / آلمتني / وخذلتني كما لم يفعل أحد قبلك وكما أيضاً لن يَجرؤ أحد بعدك .!. فقد تعلمت درسك بحذافيره وتعلمت قسوتك بكل طقوسها ،، حتى اكتسبت مناعة ضدها.!! صدقاً لَم استطع أن أبكيك حاولت كثيراً حتى ظننت أنني تحجرت وأن مشاعري تلبدت.!. لكني اليوم أَفضل فقد استطعت البكاء أخيرا ،،ليس حزناً عليك !! بل لأقذفك مع دموعي ولأطهر جسدي منك .! أجهضتك من رحم قلبي وألقيت بك في شوارع النسيان ،، فَهنياً ل"متسولات الحُب " بك .!. ل:"نبال قندس”