“من عرف قدر الجزاء صبر على طول العناء و لا عبر أحد الى مقر الراحه الا على جسر التعب فمصالح الدنيا و الاخرة منوطه بالتعب تكون الراحة , و من طلب الراحة بالراحة حرم الراحة , فيا طول راحة المتعبين”
“في حديث النبي حين قال عن القلب الذي أشرب الفتن : " و الآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا " ! , فتأمل قوله " مربادًا " أي يحمل بقايا بياض في عموم سواد , و هذا دليل على أنه ما كان أسودًا يوم خلقه الله , بل كان أبيضًا ناصع بياض الفطرة ليحمل الخير و يدوم عليه ؛ لكنه اختار بإرادتهِ الذي هو أدنى , و قدّم الخبيث على الطيب , و طرد خيرهُ مؤثرًا شره فلم يبقَ من البياض إلا البقع الغارقة في لجة الخظيئة و طوفان السواد !”
“ألا و إن قوافل الملائكة لتتوافد كل يوم على أبواب الجنة ،تنتظر جموع الطائعين على أحر من الجمر ، فمن منكن حجزت مقغدها هناك؟! هناك..حيث الجنة تزداد كل يوم حسنا و يجمالا و تألقا و إشراقا ،فهل من مشمر!”
“فالحي حي في حياته و بعد مماته، و ميت القلب ميت في حياته و بعد موته، و حياة قلب الشهيد توحي بها معنى كلمة شهيد و التي تعني أنه شهد على الغيب حتى صار عنده شهادة، و لأنه رأى بقلبه ما لا يراه الناس إلا بعد موتهم؛ فأقدم على التضحية بأغلى ما يملك؛ كوفئ باستمرار إطلاق صفة الحياة عليه حتى بعد الموت.”
“أيها الساهون في صلاتكم .. أيها التائهون عن أجمل لحظات قلوبكم و أشهى وجبات أرواحكم .. يا غارقين في سُكْر الشهوة و خمر الغفلة ... نصيحتي لكم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)(النساء:43)”
“العبد في حال غفلته كالهارب من مولاه ، فإذا جاء إلى الصلاة كان كالعائد إليه و الراجع إلى ملكه ، لكن بأي وجه يرجع ؟!إنه ليس إلا وجه التذلل و الانكسار ، ليستدعي عطف سيده و إقباله بعد أن أعرض عنه”