“... كل هذا غفره له قياساً بالانجازات التي تحققت و التحديات التي واجهتها الثورة في الداخل و الخارج. لكن ما لم يغفره أبداً هو رحلة صعود "شولح" الذي كان زميلاً له بالمدرسة و كانت أمه الست محبات تبيع نبوت الغفير على باب المدرسة, و لأنه كان متوسط المستوى فلم يستطع الإلتحاق سوى بكلية الشرطة أيام كانت تقبل المصريين - على حد قوله - تخرج شولح و صار ضابطاً و لكنه لم يستطع الشعور بالسيادة إلا على حساب الفقراء من أمثاله, و ماتت الست محبات و هي تدعو على البطن الذي أنجب جاحداً مثله, ثم ترقى شولح و صار محافظاً فجعل الناس تتحسر على أيام السلطان "بشاميل" حيث كانت السرقة بالمعقول!”
“لم يحدث أبداً أن فشل أباظة في مهمة أوكلت إليه, و لم يحدث أن عاد خالي الوفاض. إلا أن الأمانة أن أذكر نقطة عارضة, على الحكومة عليها أن تضع في الحسبان إذا فكرت الاستعانة بجهود أباظة لاستعادة أموال البنوك المنهوبة, ذلك أن أباظة يسترد النقود دائماً و ليس هذا محل شك, لكن ليست هذه نهاية القصة. يتبقى السؤال الوجودي الخارق: من ذا الذي يستطيع أن يسترد لك فلوسك من أباظة؟! غير أن هذا حديثاً آخر”
“لا يوجد زمن جميل.. أيام زمان كانت أكثر بشاعة من الآن.أنت الذي كنت جميلاً بشبابك ونقائك واقبالك على الحياة.”
“فوجئ صديقي بما سمع ، فلم يُعِر أي اهتمام ، بما بدا على صاحبه من علامات الاستخفاف ، كان يعرف أن صاحبه ليس ممن جعلوا من الثقافة ملح خبزهم اليومي ، رغم ما يظهره أحيانا من اهتمام بالثقافة . لكنه لم يعرف ، أن صاحبه تجاوز كل أشكال الانتماء القومي الإنساني ، و صار من غلاة اللامنتمين ، و أدار ظهره للماضي ، بعد أن أصبحت المادة قبلته الوحيدة ، و لم يعرف أيضا أن الإنسان في المجتمع الاستهلاكي ، يمكن أن يتحول إلى مجرد كائن حي ، لا يرى في الحياة سوى أيام تتعاقب ، يأكل فيها و يشرب ، و يمارس بعض ألعاب التسلية في الأماسي ، و ينام مع الأحلام ، التي تصور له أن العبقرية فقط في مدى الإيمان بمبدأ - الوسيلة تبرر الغاية - و الالتزام به فكرا و ممارسة ، حتى و لو كان الارتقاء الشكلي على حساب آلام الأهل ، و لم يعرف أيضا أن بروتوس موجود في كل مكان و زمان و بأشكال مختلفة . ”
“في عصور الإنحطاط يفسد الجميع، و المشتغلون بالدين ليسوا استثناء، فلعل الديموقراطية المرتجاة إذا ما انتزعناها في يوم من الأيام تعيد لبعض رجال الدين لسانهم الذي لم يعد ينطق إلا كفراً”
“و عهد الله إلى آدم كان هو الأكل من كل الثمار سوى شجرة واحدة، تمثل المحظور الذي لا بد منه لتربية الإرادة، و تأكيد الشخصية، و التحرر من رغائب النفس و شهواتها بالقدر الذي يحفظ للروح الإنسانية حرية الانطلاق من الضرورات عندما تريد؛ فلا تستعبدها الرغائب و تقهرها. و هذا هو المقياس الذي لا يخطئ في قياس الرقي البشري. فكلما كانت النفس أقدر على ضبط رغائبها و التحكم فيها و الاستعلاء عليها كانت أعلى في سلم الرقي البشري. و كلما ضعفت أمام الرغبة و تهاوت كانت أقرب إلى البهيمية و إلى المدارج الأولى.من أجل ذلك شاءت العناية الإلهية التي ترعى هذا الكائن الإنساني أن تعده لخلافة الأرض باختبار إرادته، و تنبيه قوة المقاومة فيه، و فتح عينيه على ما ينتظره من صراع بين الرغائب التي يزينها الشيطان، و إرادته و عهده للرحمن.”
“كان ابن سبأ يهوديا من صنعاء ، و كانت أمه سوداء ولهذا قيل له "ابن السواء" . و قد كان هذا اليهودي يمتلئ حقدا على الإسلام والمسلمين فبيت في نفسه أمراً لتخريب دولةالإسلام”