“الشاعر المنتحر شاعر، و الشاعر المنتحر منتحر، لكنه، كذلك، مجرم من الدرجة الأولى. مجرمٌ من الطراز الرفيع، لا بل أراه مبدع الجريمة الكاملة، لأنه يفلت بفعلته بلا عقاب! مجرمً هو، قاتل نفسه وسفاكها، قاتلها وقتيلها، تارةً عن رد فعل آني وغريزي وابن ساعته (ف"يقع" في الموت كمن يعلق في فخ)، وطوراً عن سابق تصور وتصميم و تخطيط (فيمشي إليه الهوينا و "يتخلص من ذاته").”
“ الحلم لا يتكرر ، بل يستكمل نفسه ، و عندما أستيقظ فهو لا يتوقف ، بل يستمر في الحدوث ، و في المرة القادمة التي أعود فيها إليه لا أبدأ من حيث انتهيت ، بل من حيث بلغ هو ، فهو زمن ، و هو يمضي ”
“... الشاعر ينثر دمه حوله ، أبجدية من غبار النجوم و موسيقى اللانهايات في مدارات الضوء .. الشاعر ينزف دمه و الكل يطرب ، بينما هو يحتضر على طول عمره”
“في تلك السنة ولدت ثانية و المرء إن لم تحبل به الكآبة و يتمخض به اليأس ، و تضعه المحبة في مهد الاحلام ، تظل حياته كصفحة خالية بيضاء في كتاب الكيان .في تلك السنة شاهدت ملائكة السماء تنظر الى من وراء أجفان امرأة جميلة ، و فيها رأيت ابالسة الجحيم يضجون و يتراكضون في صدر رجل مجرم ، و من لا يشاهد الملائكة و الشياطين في محاسن الحياة و مكروهاتها يظل قلبه بعيدا عن المعرفة و نفسه فارغة من العواطف”
“فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، لما روي عن النبي -صلى الله عليه و سلم- أنه قال:"من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار" -رواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس و أخرجه الترمذي و النسائي-و لقوله -عليه الصلاة و السلام- "من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ" -رواه أبو داود و الترمذي و النسائي-أي لأنه قد تكلّف ما لا علم له به، و سلك غير ما أمر به، لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، و لهذا تحرّج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به، فقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال "أيُّ سماء تظلني، و أي أرض تقلّني، إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم".”
“تقول: أتمنى أن يقوم سلام بيننا و بين الفلسطنيين.. لقد تعبنا جميعا.. المشكلة هي في السياسين عندنا و عندكم, شارون لا يريد السلام و كذلك كان ياسر عرفات."كلهم يقولون ذلك في محاولة لاقتسام الجريمة و المسئولية عن الدم الفلسطيني المباح لكل الأسلحة: أود أن أقول لها حسنا.. اخرجوا من أرضنا ، من برّنا ، من بحرنا ، من قمحنا ، من ملحنا، من جرحنا ، من مفردات الذاكرة كما قال محمود درويش، و تكفلوا بمتطرفيكم و سنتكفل نحن بمتطرفينا !"ـ”