“وقد تجمع عناد أمينة كله في هذه اللحظة،وأغلقت على نفسها حجرتها،وأخذت تستعرض أيامها منذ جاءها أحمد خاطباً،وتكشف لها أشياء لم تتكشف لها من قبل،لقد عشقت حديثه ةعشقت شخصيته،ولم تتنبه قبل اليوم إلى أنه كان في كل أحاديثه يتعمد أن يدحض آراءها وينتصر عليها ، وأنه كان يتعمد دائماً أن يمحو شخصيتها بشخصيته، وكانت تتقبل انتصاره لأنها لم تكن تلحظ أنه يتعمده ولم تكن تحس فيه بمعنى الانتصار، وكانت تدع شخصيته تفرض نفسها عليها لأنها لم تكن تقارن بين شخصيته وشخصيتها أو تضع الحدود بينهما..”
“لم تكن متأكده من مدى صدقه ..ولم يكن مهماً مدى صدقها ..المهم أنها كانت .. وأنه كان .!”
“في العصور المبكرة من عمر البشرية لم يكن هناك ملوك ،وكانت نتيجة ذلك أنه لم تكن هناك حروب ، فكبرياء الملوك إذن هو من ألقى بالجنس البشري إلى غياهب الفوضى”
“وكانت سعيدة.. ولم تكن تدري سر هذه السعادة.. لم تكن تدري أن الشفقة التي تحس بها نحوه هي سر سعادتها..لأن الشفقة ما هي إلا نوع من الأنانية وحب الظهور وحب العطاء.. إنها إحساس بالقوة تجاه ضعيف.. إحساس بالعظمة إزاء انسان ضئيل.. وهو إحساس يرضي صاحبه ويملأ نفسه غروراً وزهواً فيخيل إليه أنه سعيد.”
“لم تكن أنت، لم أكن أنا...في عالمٍ غير العالم،قبل أن تتردَّد أنت،وقبل أن أستيقظ أنا...”
“البلية لم تكن يوماً في أن تموت ، ولكن البلية في أن تنزف كالشاة قبل أن تلفظ الأنفاس لتموت !”