“أيها الناس، انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يوجدون حقيقتهم البريئة الضاحكة، لا كما تصنعون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة”
“ايها الناس انطلقوا فى الدنيا انطلاق الاطفال يوجدون حقيقتهم البريئه الضاحكة لا كما تصنعون اذ تنطلقون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة احرار حرية نشاط الكون ينبعث كالفوضى ولكن فى ادق النواميس يثيرون السخط بالضجيج والحركة فيكونون مع الناس على خلاف لانهم على وفاق مع الطبيعة تحتدم بينهم المعارك ولكن لا تتحطم فيها الا اللعب اما الكبار فيصنعون المدفع الضخم من الحديد للجسم اللين من العظم”
“ومن الأسئلة في هذه الحياة ما يولد حين يموت جوابه كما رأيت.. فهو حمق من السائل ومضيعة لأنه لا جواب عليه.. وربما اعتده الأحمق معضلة من المعضلات وكدّ ذهنه فيه وقصر همّه عليه وجعل يلقى به الناس ويفتح له الأحاديث.. وذلك سخف لا يوجد به الجواب الصحيح ولكن يضيع فيه السائل.. إذ يستنفذ من وسعه وعمله وحيلته ثم لا يرد عليه من كل ذلك سوى الخيبة”
“الآن وقد طلعت أيها القمر لتملأ الدنيا أحلامًا و تُشرف على الأرض كأنك روح النهار الميت ما ينفك يتلمّس جوانب السماء حتى يجد منها منفذًا فيغيب ، فهلم أبثك نجواي أيها الروح المعذب، و اطرح من أشعتك على قلبي لعلّي أتبين منبع الدمعة التي فيك فأنزفها ، إن روحي لا تزال في مذهب الحس كأنها تجهش للبكاء مادامت هذه الدمعة فهي تجيش و تبتدر ، و لكن إذا أنا سفحتها و تعلقت بأشعتك الطويلة المسترسلة كأنها معنىَ غزلي يحمله النظر الفاتر فلا تلقها على الأرض أيها القمر، فإن الأرض لا تقدس البكاء، و كل دموع الناس لا تبل ظمأ النسيان و لو انحدرت كالسيل يدفع بعضها بعضا”
“وإذا اشتكيتَ أيها المحزون بهذهِ الآلام فكن قوياً على مصارعتها وقد تصرعك مرّة إذا بدت منك غفلة فلا تكن حينئذٍ جباناً في النهوض كما كنت جباناً في الوقوع”
“ولقد يكون في الدنيا ما يُغني الواحد من الناس عن أهل الأرض كافّة.. ولكن الدنيا بما وسعت لا يمكن أبدا أن تغني محبا عن الواحد الذي يحبه! هذا الواحد له حساب عجيب غير حساب العقل.. فإن الواحد في الحساب العقلي أول العدد.. أما في الحساب القلبي فهو أول العدد وآخره .. ليس بعده آخـِـر إذ ليس معه آخـَر”
“وهل الإسلامُ إلا هذه الروح السماوية التي لا تهزمها الأرضُ أبداً، ولا تُذلها أبداً، ما دام وطمعُها معلًّقين بأعمال النفسِ في الدنيا، لا بشهوات الجسم من الدنيا؟”