“نحن لا نشعر بأننا موجودون فعلا و على قيد الحياة .. لأن الحى يرزق و اغلبنا يعيش و لا يرزق .. و بذلك اثبتنا بطلان الوجودية و بطلان المبدأ الذى قامت عليه”
“نحن لا ننتخب حكامنا و لا نختارهم و لكنهم يحطون على رؤوسنا كما المصيبة ,,و ينزلون بنا كما الكارثة ,, و يجلسون على الكراسي كما المآسي و لا فكاك منهم الا بعمك المنقذ عزرائيل”
“الحزن رفيق للانسان و لكن هناك حزن هلفوت و حزن مقدس و صاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه و يدور به على الناس .. التقطيبة على الجبين و الرعشة فى أرنبة الأنف و الدمع على الخدين .. ياللالى ! و هو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه و هو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان و تخفف و يفارقه الحزن و تبقى آثاره على الوجه ، اكسسوار يرتديه الحزين الهلفوت و يسترزق . و لكن الحزن المقدس هو الحزن العظيم ، و الحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة ، و الهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوساً أعظم .. و النفوس الأعظم تغلق نفسها على همها و تمضى و هى تظل إلى آخر لحظة فى الحياة تأكل من الحزن و الحزن يأكل منها و يمضى الإنسان صاحب الحزن العظيم - ككل شىءفى الحياة - يأكل و يؤكل و لكن مثله لا يذاع له سر و قد يمضى بسره إلى قبره ! و لذلك ما أسهل أن تبكى و ما أصعب أن تضحك”
“و اذا كانت رحلتى الاولى الى لبيا فى ظل الملكية فاءن رحلاتى للبيا بعد ذلك تمت فى ظل الثورة .. و الغريب اننا نحن العرب نصنع نفس الاشياء فى ظل الانظمة المختلفة ...(و لذلك يخيل للعبد لله اننا نحن العرب لا نعرف غير نظام واحد للحكم ..و لكن نطلق عليه عدة اسماء) ..نظامنا العربى من واقع التجربة هو نظام كبير العيلة الجالس على الدكة”
“و فى مصر تفرغ الامام الشافعى للعلم , و صنف نحو مائتى جزء فى الفقة و الأحاديث , و التف حوله خلق كثيرون , فلما اشتد بهم الكرب , و ثقل عليهم ظلم الولاة و القضاة كانوا يلجأون اليه لطلب المشورة. فكان يردد دائما على مسامعهم , لايصلح أمور الناس الا عزائمهم , و لا يقبل الظلم الا الميت , أما الحى فهو اذا لم يقاتل, فهو على الاقل قادر على الصراخ. و كانت هذة فتوى شرعية من امام الزمان و العصر لجموع المصريين أن ينتفضوا ضد الظالم و أن يهبوا ضد جلاديهم. و ذات مساء , و كان لديه خلق كثيرون, سأله أحدهم عن الطريق لاصلاح ما افسده الدهر. فأجاب الامام الشافعى: ان لم تكن الكلمة سدادة فليكن السيف”
“سيثبت حقيقة مصر الابدية, ان الحياة تمضى بها فى هدوء, حتى يخيل للبلهاء أنها فى غيبوبة, ثم لا تلبث أن تنفجر و يكون لانفجارها دوى عظيم, و كان الانفجار هذة المرة أعنف مما تصور البعض و أخطر مما تنبأ به البعض”
“و قبل اندلاع الثورة بقليل كانت السيدة نفيسة تحرض المصريين على المقاومة ضد الظالمين و الوقوف فى وجه الحمقى من الولاة و حكام الاقاليم. و عندما ابدى لها البعض عجزهم و ضعفهم , قالت لهم: لم يكن الحسين الا فردا واحد أمام دولة غاشمة و ملك عضوض, و لكنه لم يهرب و لم يستسلم, و قاتل ضد الظلم حتى قتل.”