“هذه هي اللعبة التي تجيدها المدن العصرية تحمل كل الصفات المتناقضة الحوت البركان الرحى الخديعة الغواية و قد يصدق عليها أيضا وصف عربة المجانين الذين يرونها تسحقهم رأي العين فلا يرومون خلاصا و لا يحسبون لأعمارهم الفانية أي حساب حتى يسحقهم الثرى.”
“و أتيه في شوارع كل المدن, أفتش عن عيون مثل عيونها.. فلا أجد!أبحث و أبحث ولكن لا أصل.عيون تختلط ألوانها بالندى, برذاذ الأمطار, بالتراب المبلول, بالشموس,فتجعل منها شيئاً لا يوصف„ لا يسمى, لا يصدق”
“و حينما نعيش حياتنا لا نضع اعتبار ا للموت و نتصرف في كل لحظة دون أننحسب حساب ا للموت .. و ننظر إلى الموت كأنه اللامعقول .. فنحن فيالواقع نفكر و نتصرف بهذه الأنا العميقة التي هي الروح و التي لا تعرفالموت بطبيعتها .”
“الموت اذا تدخل لا يترك أي أمل أو أي رجاء , إنه يتدخل ليحسم الأمر , و ربما كل شيء . يأتي عاصفاً قاسياً , فيبهت الانسان , يصدق ولا يصدق , لكنه يصبح الحقيقة الكلية , و ربما الوحيدة , لأنه لا يعرف المزاح , ولا يحفل بعواطف البشر , فهو يقوم بمهمته و يمضي , لأن لديه الكثير من المهمات التي لا تحتمل التأخير !”
“أسقطتْ كل الذين صاروا عبئاً على حياتي، و كل الذين لم أعد أستشعر تجاههم بعاطفة قوية، و كل الذين لم أرهم و لم يتصلوا بي منذ زمن حتى و أنا في امس الحاجة إليهم. أسقطتهم كما تسقط الشجرة أوراقها اليابسة و الميتة التي لا روح فيها ..”
“ما يعذب إنسانا قد لا يكون كافيا لتعذيب إنسان آخر, و النار التي تشتعل حولنا قد تحرقنا فنموت, و بذلك يتوقف العذاب, غير أن هناك نارا تشتعل داخلنا فلا نموت, تحرقنا و نحن أحياء, تقوضنا من الداخل و تنتشر يوما بعد يوم و نحن نعيش, تأكل الجلد الذي يموت و تجدد الخلايا, أي شئ أرهب من هذه النار, أسير في حدائق الندم, انفتحت أمامي كل أسوارها فجأة.”