“وألف بين قلوبهم ومن العجب أن نجد اتفاقا له مغزاه ودلالته بين ماتوحي به هذه الاية وبين كلمة الدين (Religion)في أصلها اللاتيني فهي تعني هناك الربط والجمع”
“يوم أن قال عقيل أخو علي بن أبي طالب:" إن صلاتي مع علي أقوم، وطعامي عند معاوية أدسم".إن هذه الحياة النفسية المنقسمة بين الطعام والصلاة كان من أعراض الصراع بين الفكرة والشيء، وقد واصل هذا الصراع طريقه منذ ذلك الوقت. وعندما فكر الغزالي بعد مضي أربعة قرون أن يجدد في العلاقة الدينية بين المجتمع المسلم والعالم الثقافي كان الآوان قد فات، فقد كانت المرحلة الثالثة من الحضارة قد بدأت، ولم يكن بمقدور المجتمع الإسلامي إلا أن يواصل انحدراه حتى يصل إلى عصر ما بعد الموحدين، ولم يكن بمقدوره وهو يسترسل في المنحدر المشؤوم أن يسترد توازنه الأصلي.”
“ليست الديمقراطية إذن في أساسها عملية تسليم سلطات تقع بين طرفين معينين ، بين ملكِ وشعب مثلاً ، بل هي تكوين شعور وانفعالات ، ومقاييس ذاتية واجتماعية تشكل مجموعها الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية في ضمير الشعب قبل أن ينص عليها أي دستور .”
“نرى في حياتنا اليومية جانباً كبيراً من " اللافاعلية " في أعمالنا إذ يذهب جزء كبير منها في العبث والمحاولات الهازلة . وإذا ماأردنا حصراً لهذه القضية فإننا نرى سببها الأصيل في افتقادنا الضابط الذي يربط بين عمل وهدفه , بين سياسة ووسائلها , بين ثقافة ومثلها , بين فكرة وتحقيقها ؛ فسياستنا تجهل وسائلها , وثقافتنا لاتعرف مثلها العليا , وإن ذلك كله ليتكرر في كل عمل نعمله وفي كل خطوة نخطوها .”
“إن التاريخ يثبت لنا أن عالماً مبنياً في الأصل على القيم المقدِّسة يميل دائماً إلى نزع صفة القداسة عن مبادئه كلما أوغل المجتمع في المرحلة الثانية من دورة الحضارة، مرحلة امتلاك ناصية المشاكل التقنية والتوسع.وربما أمكن تفسير هذه الظاهرة بإحدى طريقتين : فهي في منظور الاقتصاديين تقدم، وهي في منظور المؤرخين الفلاسفة إهدار طاقة في منعطف شيخوخة.”
“إن العالم الإسلامي لايستطيع في غمرة هذه الفوضى أن يجد هداه خارج حدوده, بل لايمكنه في كل حال أن يلتمسه في العالم الغربي الذي اقتربت قيامته, ولكن عليه أن يبحث عن طرق جديدة ليكشف عن ينابيع إلهامه الخاصة ومهما يكن شأن الطرق الجديده التي قد يقبسها , فإنالعالم الإسلامي لايمكنه أن يعيش في عزلة بينما العالم يتجه في سعيهإلى التوحد فليس المراد أن يقطع علاقاته بحضارة تمثل ولا شك إحدى التجارب الإنسانية الكبرى, بل المهم أن ينظم هذه العلاقات معها”
“واليوم فإن ذلك الرجل المقل يحاول وضع القضية الجزائرية في طريق نصف الحل, أمام المجلس المنصف بين المستعمرين وأهل البلاد ذلك المجلس الذى فرضه الإستعمار كميدان لإنصاف المثقفين !”