“وقد كان الفقهاء على امتداد تاريخنا العلمي هم القادة الموثقون للأمة، الذين أسلمت لهم زمامها عن رضا وطمأنينة، وقنع أهل الحديث بتقديم ما يتناقلون من آثار كما تقدم مواد البناء للمهندس الذي يبني الدار، ويرفع الشرفات.والواقع أن كلا الفريقين يحتاج الى الآخر، فلا فقه بلا سنة ولا سنة بلا فقه، وعظمة الإسلام تتم بهذا التعاون.والمحنة تقع في اغترار أحدهما بما عنده، وتزداد مع الإصرار وضعف البصيرة..”
“لقد كانت الخطوة التي خطاها الشافعي بالفقه السني، فقه "أهل الحديث"، على صعيد التنظير خطوة متواضعة ولكن نتائجها سرعان ما ظهرت في "علم أصول الفقه" الذي اتحذ صيغة علم عقلي منهجي كان بالنسبة للشريعة كالمنطق بالنسبة للفلسفة، فكان أحد وجهي "العقلانية الإسلامية". أما الوجه الآخر فهو علم الكلام الأشعري الذي امتص منهج المعتزلة، أي الإطار العقلاني لتفكيرهم، ليس مع الأشعري نفسه، بل مع الذين رفعوا راية مذهبه من بعده.”
“إن كثيرا من المشايخ أو العلماء يعيشون في الكتب ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة كما قرؤوا كتب الأقدمين. ولهذا تأتي فتواهم وكأنها خارجة من المقابر!”
“إن كان الأمر مجرد ذاكرة ، فلا يفترض أن تطغى على حاضرك بهذا الاستبداد . أنت تعيش في الماضي كما لو أنك ما تزال في كوامبرا ، ثلاثين سنة إلى الوراء و أن زوجتك ما تزال حية . إذا استمريت هكذا ستصبح من عبدة الذكريات و ربما تبدأ بالكلام مع صورة زوجتك . أنا أفعل ذلك حقاً”
“إن العجب كل العجب أن يعيش الناس يلا مقاصد , أى بلا أرواح , فالفقه بلا مقاصد فقه بلا روح , و الفقيه بلا مقاصد فقيه بلا روح , إن لم نقل إنه ليس بفقيه . و المتدين بلا مقاصد متدين بلا روح , و الدعاة إلى الإسلام بلا مقاصد هم أصحاب دعوة بلا روح . فأنى نتفقه حقيقة , و نتدين حقيقة و ندعوا إلى الإسلام حقيقة.”
“وقد رأيت بعض الجهال الذين لا يجوز لهم الكلام فى الإسلام يرجمون المجتمعات بآثار ما فهموها، وما يدرون شيئا عن ملابساتها ودلالاتها، يقول للناس: إن الأغنياء أكثر أهل النار، وإن النساء أكثر أهل النار، يعنون أن الغنى جريمة، وأن الأنوثة جريمة!!. وهذا لغو مقبوح الفهم والآثار، وقد آن للأمة أن تبرأ منه، وأن تنصح قائليه بالصمت والتوبة.”