“إن المعهود في سير الأمم وسنن الاجتماع أن القيام على الحكومات الاستبدادية وتقييد سلطتها وإلزامها الشورى، والمساواة بين الرعية إنما يكون من الطبقات الوسطى والدنيا، إذا فشى فيهم التعليم الصحيح والتربية النافعة وصار لهم رأي عام”
“إن المعهود في سير الأمم وسنن الاجتماع : القيام على الحكومات الاستبدادية , وتقييد سلطتها , والزامها الشورى والمساواة بين الرعية , إنما يكون من الطبقات الوسطى والدنيا إذا فشا فيها التعليم الصحيح والتربية النافعة وصار لهم رأي عام”
“إن الرجل سر حياة الأمم و مصدر نهضاتها، و إن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس و الإرادات. و إن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة. و إني أعتقد - و التاريخ يؤيدني - أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته، و في وسعه إن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء.”
“بين التعرض لفوائد بعض الآيات، والتربية على التعلق بالقرآن والحياة به..بين الوقوف على حديث أو حديثين في ترغيب أو ترهيب، والتربية على الحياة بالسنة..بين التعرض لمواقف متناثرة من السيرة، والتربية على السيرة في جميع مراحلها يعيشها بقلبه وتتذوقها روحه..بين (الحال) و(المقام)!”
“قال لهم نوح: إن هذة الروح هي اثمن ما لديهم لأنها نفخة من روح الله نفخها فيهم كي يكون لهم مايميزهم عن الحيوانات, ك يكون لديهم تلك الصلة به..ضجوا بالضحك مجددا, قالوا له هازئين; إنهم لا يرون إلهه هذا, فكيف يرون ما نفخه فيهم..قال لهم إن بعض اهم الأشياء فالحياة لا ترى ولا يمكن ان تقاس او توزن.. لكن هذا لا يقلل من اهمتها, سألهم إن كانوا يرون الهواء الذي يتنفسونه.. أو, إن كان يمكن لهم ان يضعوه في الميزان, أو يصرفوه في المول, لكن هل يمكن لهم أن يتخلوا عنه.. هل يمكن لهم ألا يتنفسوا؟!”
“لقد خرج الأمر إذن عن ميدان الشورى وحدود الاجتهاد ,ومع أن الرسول كان يقول لأبي بكر وعمر:"لو اتفقتما على أمر ما خالفتكما ", فانه هنا خالف جمهور الصحابة لأن المجال قد قطع فيه الوحى, وأصبح لا رأي فيه لبشر..فإذا جاء حاكم مستبد وافتات على رأي الأمة مستشهدا بما حدث في الحديبية فيجب أن يصفع بحد السيف لا بباطن اليد, فإن الاستبداد لا يستشهد له دليل من دين الله. وإذا وقع قارئ محدود الفقه على هذا الفصل من السيرة فاتخذه ذريعة لإهدار رأي الجماعة فينبغي أن يكشف له قصوره وأن يعرف الناس سيرة نبيهم من منابع الحق لا من مجاري الشهوات. (محمد الغزالي الإسلام والاستبداد السياسي فصل بين الشورى والاستبداد)”