“وتبادَل الناس النظرات كأنهم في حلم، فواصل (قاسم) كلامه قائلا:- لقد ذهب الناظر إلى غير رجعة، واختفى الفتوات، لن يوجد في حارتنا بعد اليوم فتوة، لن تؤدوا إتاوة لجبار، أو تخضعوا لعربيد متوحش، فتمضي حياتكم في سلام ورحمة ومحبة.وقلَّب عينيه في الوجوه المستبشرة وقال:- وبيدكم أنتم ألا يعود الحال كما كان. راقبوا ناظركم، فإذا خان اعزلوه، وإذا نزع أحدكم إلى القوة اضربوه، وإذا ادَّعى فرد أو حي سيادة أدِّبوه. بهذا وحده تضمنون ألا ينقلب الحال إلى ما كان، وربنا معكم.”