“ الناس في المجتمعات الميسورة ليسوا بحاجة إلى الأعمال اليدوية بل يكرّسون أنفسهم للنشاط الذهني . لذلك فإن الجامعات في ازدياد مطرد والطلاب أيضا. ولكي يحظوا بشهاداتهم عليهم أن يختاروا مواضيع لإجازاتهم، وهناك عدد غير محدود من المواضيع فبالإمكان معالجة كل ما يخطر في الأذهان. وهاهي أكداس الورق المسودّ تملأ الدوائر التي صارت أكثر حزنًا من المقابر لأن لا أحد يأتي إليها، ولا حتى في عيد جميع القديسين. وهكذا فإن الثقافة تغرق في بحر من الكتب وفي وابل من الجمل وفي جنون الكمّية. صدقيني إن كتابًا واحدًا ممنوعًا في بلدك القديم لأهمّ من مليارات الكلمات التي تقذف بها جامعاتنا ”
“إن كلمة الحق في العقيدة لا ينبغي أن تجمجم! إنها يجب أن تبلغ كاملة فاصلة وليقل من شاء من المعارضين لها كيف شاء وليفعل من شاء من أعدائها ما يفعل فإن كلمة الحق في العقيدة لا تتملق الأهواء ولا تراعي مواقع الرغبات إنما تراعي أن تصدع حتى تصل إلى القلوب في قوة وفي نفاذ.”
“إن جميع الاستبانات التي تم إجراؤها في المجتمعات العربية بينت أن الجميع يؤمنون بقيم الإسلام، وأن سلوكهم هو العكس، ولا تفسير لذلك إلا بجهل الأمة، لأن هناك قصورا عمل التوعية الإسلامية، وقصورا في الفكر وفي التجديد وفي التنزيل على واقع العصر وتحدياته وإمكاناته، وقصورا في الفكر التربوي، وفي التخلص من الخطاب الدعوي السلطوي المحبط.”
“تكتسب الأفكار قوة إضافية كلما تعاقب عليها الزمن من جهة وتواتر القول بها من جهة ثانية، وهذا يعطيها حصانة رمزية تبلغ حد التقديس بسبب رسوخها الذهني، يحدث هذا في السياسة وفي الثقافة وفي مقامات الناس، مثلما يحدث في الرؤية الدينية وفي الفتوى التي ستتحول من كونها رأيا لشخص مفرد، ثم بمفعولية النسقية الثقافية ببعدها الزمني والتواتري تصبح عقيدة يتخوف كل من يفكر بمخالفتها”
“وهكذا نرى الفن يفعل فعله من خلال تحريكه جميع المشاعر التي تجيش في النفس الإنسانية,في عمقها وغناها وتنوعها,وبدمجه كل ما يجري في المناطق الباطنة من النفس في حقل تجربتنا”
“إذا إذن الكاتب لنفسه أن يتحدث إلى الناس أو وجد في نفسه الشجاعة لذلك فمن الحق عليه لآرائه التي يذيعها و خواطره التي يقيدها .. أن تصل هذه الآراء و الخواطر إلى أضخم عدد ممكن من القراء لا في الوقت الذي تكتب فيه فحسب بل فيه و فيما يليه من الأوقات”