“و نحن نعيش فى عصر أصبح مركز الشخص الاجتماعى فيه , و نظرة الناس إليه يتحددان بأنواع و كميات السلع و الخدمات التى يستطيع اقتناءها . فالخوف من أن نفقد القدرة على الشراء يتضمن فى الحقيقة خوفاً من ان نفقد مكانتنا بين الناس , وهو من أشد أنواع الخوف قسوة و إيلاما.”
“هذا خطأ شائع نقع فيه جميعاً, فالظاهر أن من الصعب على ذهن المرء أن يميز بين جوانب الإنسان المتعددة, و أن من الأسهل بكثير أن يحكم على الشخص ككل, حُكما واحدا جاهزا, لا يميز بين جانب من فكر هذا الشخص و جانب آخر. و لعلّ هذا الميل الشئع لدينا في المحكم على الناس, هو الذي جعلنا نتراوح بين الحب الشديد لشخص ما في وقت من الأوقات, و السخط الشديد عليه في وقت آخر, بين التقدير البالغ لشخص, و احتقاره احتقاراً تاماً.”
“كنت و لا أزال أعتقد أن من أهم أسباب ضعفنا إزاء اسرئيل , أن الشعب و الحكومة هناك يتصرفان ككيان واحد , لهما نفس الأهداف و الطموحات , و تحركهما نفس المشاعر , بينما الأمر عندنا على العكس من ذلك ، فنادرا ما تتحد أهداف الحكومة و أهداف الناس , و هما فى معظم الأحيان كيانان متنافران , لكل منهما طموحاته و حساباته , بل كثيراً ماتكون أفراح الحكومة هى أشجان الناس , و العكس بالعكس .”
“بينما كان الفساد فى عهد عبد الناصر يتحسس طريقه على استحياء، و يقابل باستنكار إذا اُكتشف أمره، تحول فى عهد السادات إلى مهرجان كبير يمرح فيه الناس و يقتنصون أية فرصة تتاح لهم فيه دون خوف. و أما فى عهد مبارك فقد خف الاستنكار و زال المرح، إذ أصبح الفساد جزءاً لا ينفصم عن النظام نفسه ...”
“و لكن من الممكن للمرء ايضاً ان يتصور حالات تكون فيها قله المعرفه افضل من كثرتها من ذلك مثلا نشر المعرفه بأسرار الناس الخاصه و فضائحهم و نشر المعرفه بطلاق ممثله مشهوره او بالحياه الخاصه لسياسي خطير ..او زياده عدد نشرات الاخبار عن الحد الملائم لفهم ما يحدث في العالم و هضمه و تحليله او زياده تعريض الناس لمناظر الدم و تفاصيل اعمال القتل و الاجرام بحجه ( حق الناس ان تعلم ) فاذا بالاعمال الاجراميه تصبح مع تكرار التعرض لها شيئاً طبيعياً يستسيغه الناس و لا يستغربونه و قد تجعل ارتكاب هذه الاعمال اسهل علي النفس و اقل اثاره للنفور و الاستياء”
“كان تزوير الانتخابات الأخيرة - فى نوفمبر 2010 - عملاً فجاً في غلظته فى تاريخ الانتخابات المصرية، و من ثم كان يعكس لا مبالاة، و احتقاراً بالغاً للشعب و رغباته، و أتى ببرلمان خلا من أى صوت معارض، فلما فكّر بعض رموز المعارضة فى تكوين برلمان موازٍ، كان تعليق رئيس الجمهورية على ذلك "خليهم يتسلوا".”
“نحن نعرف أشخاصاً واسعي المعرفة و بعيدين كل البعد عن الحكمة ، و أن الحكمة كثيراً ما تكون مطلوبة أكثر من المعرفة ، بل و إن كثرة المعرفة قد تؤدي هي نفسها إلى قلة الحكمة ، إذا كانت من نوع المعرفة التي "لا تنفع الناس" ، أو إذا أدت كثرتها إلى اختلاط الأمور أمام صاحبها فأضعفت قدرته على التمييز بين النافع و الضار.لا يمكن إذن في تحديد الهدف الاكتفاء بكم المعرفة بل لا بد من التطرق إلى نوعها .”