“قد تطيح مؤامرة بالطاغية, ولكن ماذا تستطيع أن تفعل ضد عقيدة راسخة ؟”
“لقد اعتبر رجالات الدولة الكبار في كل العصور وفي كل البلدان بما فيها الأكثر استبدادا قد اعتبروا الخيال الشعبي بمثابة أكبر دعم لسلطتهم.فهم لم يحاولوا أبدا أن يحكموا ضده.”
“الواقع أن أكبر همّين للإنسان منذ أن وُجد على سطح هذه الأرض كانا يتمثلان في خلق شبكة من التقاليد أولا، ثم في تدميرها عندما تكون آثارها الإيجابية قد استُنفذت. وبدون تقاليد ثابتة لا يمكن أن توجد حضارة. وبدون الإزالة البطيئة والتدريجية لهذه التقاليد لا يمكن أن يوجد تقدم. والصعوبة تكمن في إيجاد توازن بين الثبات والتحول. وهذه الصعوبة ضخمة جدًا. فعندما يُتيح شعب ما لأعرافه وتقاليده أن تثبت وتترسخ بقوة زائدة طيلة أجيال عديدة، فإنه لا يعود يستطيع التطور ويصبح كالصين عاجزًا عن التطور والإصلاح. وحتى الثورات العنيفة نفسها تصبح عاجزة عن ذلك لأن يحصل عندئد إما أن تلتحم الأجزاء المكسورة من السلسلة بعضها البعض وعندئذ يستعيد الماضي هيمنته دون تغيير، وإما أن تُولّد هذه الأجزاء المتفرقة نوعًا من الفوضى أولا ثم الإنحطاط لاحقًا.”
“الآراء التي لا ترتبط بأي عقيدة عامة ولا بأي عاطفة عرق وبالتالي فلا تتمتع بالاستقرارية تبقى تحت رحمة الصدفة , أو تحت رحمة أقل متغير يصيب البيئة إذا شئنا. فبما أنها تتشكل بواسطة التحريض والعدوى فإنها تظل دائما مؤقتة فتولد وتموت أحيانا بنفس سرعة تشكل كثبان الرمال وتلاشيها على شاطئ البحر .”
“إن الشعب لا يمتلك أبدا أية قدرة حقيقية على تغيير مؤسساته. لا ريب في أنه يستطيع تعديل أسمها عن طريق أشعال ثورات عنيفة. ولكن ليش المضمون يتغير. وبما أن الأسماء هي عبارة عن إشارات لا أهمية لها فإن المؤرخ المشغول بالقيم الفعلية للأشياء لا يعيرها أي انتباه. هكذا نجد مثلا ان إنكلترا , أكثر البلدان في العالم ديمقراطية خاضعة لنظام ملكي. هذا في حين أن الجمهوريات الأسبانية الأميركية المحكومة من قبل الدساتير الجمهورية تتعرض لأبشع أنواع الاستبداد. فطباع الشعب وليس الحكومات هي التي تحسم مصيرها.”
“قد يستمر الناس على احترام نصوص الشريعة ولكنهم سرعان مايكفون عن مراعاة احكامها”غوستاف لوبون/روح السياسة”
“ويمكن للقائد المحرك أن يكون أحيانا ذكيا ومثقفا. ولكن ذلك يضره أكثر مما ينفعه. إن الذكاء إذ يبين تعقد الأشياء ويتيح تفسيرها وشرحها يجعل المرء أكثر تسامحا ويُضعف بالتالي إلى حد بعيد من حدة القناعات وعنفها.وهذه القناعات ضرورية للرسل والمبشرين كما هو معروف. إن القادة المحركين في كل العصور, وخصوصا أولئك الذين برزوا أثناء الثورة الفرنسية, كانوا محدودي العقل جدا, ومع ذلك فقد مارسوا تأثيرا كبيرا.”