“«من قوانين الكون التى تحكم الأجرام والأفلاك كلها ، أن الصغير يتبع الكبير ويدور حوله .. فنرى الأرض تتبع الشمس وتدور حولها .. كما نرى القمر يدور حول الأرض ويتبعها .. كما نرى المجموعة الشمسية كلها تدور حول المجرة .. وهكذا دواليك .. الأصغر يتبع الأكبر. ونفس الشيء فى الذرة ، فالإلكترون المتناهى فى الصغر يدور حول نواة الذرة الأكبر منها .. ولا يتخلف هذا القانون أبداً .. بل نراه يعمل فى الأسرة والمجتمع والتاريخ .. فالأمم الضعيفة تدور فى فلك الأمم القوية .. والأخوة الصغار ينقادون للأخ الأكبر .. والمرأة تدور فى فلك الرجل .. والأب هو المجال الكبير الحاكم ينقاد له الأولاد ويدورون حوله.هذا القانون الفيزيائى هو أكثر من مجرد قانون فهو دين ونظام ، فإذا رأينا فى هذا الزمان سقوط هيبة الكبار ، وتمرد الأبناء على الأباء ، وهيمنة النساء على الرجال ، وتطاول الرعاع على الصفوة ، فإن هذا إيذان بانهيار العمارة الكونية كلها وسيادة مبدأ الفوضى»”
“إذا نظرنا إلى الأشياء من الوجهة الكونية , فإننا نرى الحضارة تسير كما تسير الشمس , فكأنها تدور حول الأرض مشرقة في أفق هذا الشعب , ثم متحولة إلى أفق شعب آخر .”
“حياتنا تتمحور ببساطة حول تلك الخيارات الصغيرة: التفاصيل، الشعارات، الألوان المنتقاة، كل شىء فى هذا العالم، كل شىء هو رمز مبطن و حزمة من المعانى، إن حيواتنا كلها تتمحور حول إيجاد المعادلة الصحيحة من هذه الخيارات الصغيرة لكى نشعر فى النهاية أننا سعداء، و بأننا أحياء على أتم ما يمكن.”
“والتعقيب على أخطاء الحاكم بالنقد ليس أمرا مباحا فحسب ـ كما يظن من مفهوم كلمة الحرية السياسية ـ بل هو فى تعاليم الإسلام حق لله على كل قادر ، والسكوت عن هذا النقد تفريط فى جنب الله ومن ثم فعلى حملة الأقلام وأرباب الألسنة أن يشتبكوا مع عوج الحاكمين فى معارك حامية لا تنتهى أو ينتهى هذا العوج ، وكل حركة فى هذا السبيل جهاد ..!”
“لم يستطع يومها أن يفهم هذه اللغة. كيف يكون الله الكبير, العظيم, القادر على كل شىء فى القلب الصغير, المسجون فى قفص هذا الصدر؟”
“يقدر أحد الناس على تناول أقراص من الخبز، وارتداء ألبسة من الخيش، والانزواء بعد ذلك فى مكان خرب أو عامر يعبد الله كما يرى.والبيئة التى يوجد فيها هذا الصنف من الناس ربما لا تتطلب أكثر من رحى للطحن، ومغزل للنسيج، وعدد من الأشغال التافهة هى التى تمثل " فروض الكفاية " فى مجتمع ساذج.لكن الإسلام لا يصلح فى هذه البيئة، ولا تعاونه أدواتها على السير، ولا على مجرد البقاء.لو كان الإسلام رهبانية صوامع ربما أنزوى فى جانب منها واكتفى بأى لون من العيش، ولكنه دين يبغى الاستيلاء على الحياة، وإقامة عوجها ومحاربة طواغيها.”