“والكافرون أقسام، فمنهم من مرضت نفسه واعتل وجدانه، فلا يذوق للحق لذة، ولا تجد نفسه فيه رغبة، بل انصرف عنه إلى هموم أُخَر، ملكت قلبه وأسرت فؤاده، كالهموم التي غلبت أغلب الناس اليوم على دينهم وعقولهم، وهي ما استغرقت كل ما توافر لديهم من عقل وإدراك، واستنفدت كل ما يملكون من حول وقوة في سبيل كسب مال، أو توفير لذة جسمانية، أو قضاء شهوة وهمية، فعمي عليهم كل سبيل سوى سُبُل ما استُهلكوا فيه. فإذا عُرض عليهم حق، أو ناداهم إليه مناد، رأيتهم لا يفهمون ما يقول الداعي، ولا يميزون بين ما يدعو إليه، وبين ما هم عليه، فيكون حظ الحق منهم الاستهزاء والاستهانة بأمره.”

محمد عبده

Explore This Quote Further

Quote by محمد عبده: “والكافرون أقسام، فمنهم من مرضت نفسه واعتل وجدانه… - Image 1

Similar quotes

“ولا بد في تحقق الإيمان من اليقين، ولا يقين إلا ببرهان قطعي لا يقبل الشك والارتياب. ولا بد أن يكون البرهان على الألوهية والنبوة عقليا، وإن كان الإرشاد إليهما سمعيا. ولكن لا ينحصر البرهان العقلي المؤدي إلى اليقين في تلك الأدلة التي وضعها المتكلمون، وسبقهم إليها كثير من الفلاسفة الأقدمين، وقلما تخلص مقدماتها من خلل، أو تصح طرقها من علل، بل قد يبلغ أمِّيٌّ عِلم اليقين بنظرة صادقة في ذلك الكون الذي بين يديه، أو في نفسه إذا تجلت بغرائبها عليه. وقد رأينا من أولئك الأميين ما لا يلحقه في يقينه آلاف من أولئك المتفننين، الذين أفنوا أوقاتهم في تنقيح المقدمات وبناء البراهين، وهم أسوأ حالا من أدنى المقلدين.”


“فلقد شاهد يوماً - وكان يسير مع الشيخ رشيد رضا - فلاحاً مصرياً يلتهم عوداً من القصب , فيمتص أجزاءه , فلا يدعها إلا وقد جفت تمام الجفاف , فنظر الأستاذ الإمام إلى الشيخ رشيد قائلاً " انظر إلى هذا الرجل كيف يمتص هذا القصب ؟ .. هكذا يفعل الإنجليز في امتصاص ثروة البلاد واستخدام الرجال المقتدرين على العمل فيها .. هم يحافظون على الشيخ أو الشخص ما وجدوا فيه فائدة لهم , حتى إذا ما رأوا أنه لم يبق فيه أدني فائدة ألقوه كما يلقي هذا الفلاح ما يمصه من ألياف القصب إذا جف ولم يبق فيه شئ من الحلاوة .. !”


“والواقع أن المسلم لا يطيق عصيان الله، ولا يرضى به، ولا يبقى عليه إن وقع فيه؟ بل إن ما يعقب المعصية فى نفسه من غضاضة وندامة يجعل عروضها له شبه مصيبة، فهى تجىء غالبا، غفلة عقل، أو كلال عزم أو مباغتة شهوة وهو فى توقيره لله، وحرصه على طاعته يرى ما حدث منه منكرا يجب استئصاله.إنه كالفلاح الذى يزرع الأرض فيرى " الدنيبة " ظهرت فيه، فهو يجتهد فى تنقية حقله قدر الاستطاعة من هذا الدخل الكريه.ولو بقى المسلم طول حياته ينقى عمله من هذه الأخطاء التى تهاجمه، أو من هذه الخطايا الذى يقع فيها، ما خلعه ذلك من ربقة الإسلام، ولا حرمه من غفران الله.”


“وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:(والله أمرنا ألا نقول إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني ـ فضلاً عن الرافضي ـ قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق”


“لا يسوغ لقويٍ ولا لضعيف أن يتجسس علي عقيدة أحد، وليس يجب علي مسلم أن يأخذ عقيدته أو يتلقي أصول ما يعمل به من أحدٍ إلا عن كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم. لكل مسلم أن يفهم عن الله من كتاب الله، وعن رسوله من كلام رسوله، دون توسيط أحد من سلف ولا خلف، وإنما يجب عليه قبل ذلك أن يحصل من وسائله ما يؤهله للفهم. فليس في الإسلام ما يسمى عند قومٍ بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه.”


“وينبغي لمن يريد فهم القرآن أو تفسيره: أن يتجرد من اعتقاداته وأفكاره السابقة. ولا يفرض نفسه على القرآن، يقسره قسرا على آرائه وأهوائه، ويوجهه لتأييد ما نشأ عليه من معتقد، أو ما تبناه من فكر، أو ما اتبعه من مذهب.”