“إن العقل الذي اعتاد أن يسير في اتجاه واحد , والذي يعجز عن فهم حقيقة النسبية وتعدد طرق الوصول الي الحقيقة , لابد أن يوصل اصحابه , دون أن يشعروا , الي هذه النتائج الخطيرة. وهكذا يصبح من بديهياتهم التي لا تناقش , الاعتقاد بأن الشك خطيئة , والنقد جريمة , والتساؤل إثم وجريرة”
“بالطبع لا يخطر ببال أحد منهم أن يستاءل عن مدي انتشار اللواط في البلاد التي تحمل لواء ذلك النوع الخاص من الدعوة الاسلامية أو عن مدي شيوع الانحرافات الجنسية والاخلاقية في صميم البلاد التي تزعم تطبيق الشريعة الاسلامية وانما يكفي أن توجد هذه الظواهر في المجتمعات الغربية الديمقراطية لكي يكون ذلك في نظرهم مبررا حاسماً لرفض ما تم انجازه في هذه المجتمعات ولرفض مبدأ الديمقراطية من أساسه”
“انقياد الجموع الكبيرة من الناس الي التيارات الدينية التي تركز جهدها علي الجانب الشعائري من الدين وعلي التحريمات الجنسية وشكل الملبس , الخ .., وتتصور أن أول جوانب تطبيق الشريعة وأهمها هو تطبيق حدود الخمر والسرقة والزنا وتتجاهل كلية مشكلات الحياة الاقتصادية والسياسية بتعقيداتها التي لا تنتهي - هذا الانقياد لا يمكن أن يكون علامة صحة وانما هو حالة شاذة طارئة لم تعرقها مصر الا في ظل عهود الحكم الفردي المتلاحقة وفي العهد الذي فتح الباب لتسرب الفكر "المتخلف" الوافد من مجتمعات بترولية تستخدم الدين أداة للحفاظ علي مصالحها في الداخل ونشر أيديولوجيتها "الهابطة" في الخارج.”
“إن المشكلة الكبري لدي هذه الألوف المؤلفة من الشبان والفتيات الذين يدينون بالولاء لتيار من النيارات الإسلامية المعاصرة ، تكمن في أنهم يتصورون أن خير مسلك يبدأ به المرء حياته هو أن يصل إلي يقين كامل ، ويجد إجابات جاهزة عن كل سؤال ، و يزيح من عقله عبء التساؤل و النقد”
“اليقين اذا أتي ينبغي الا يأتي الا في النهاية , أما في البداية وخلال الرحلة الطويلة فان الروح النقدية المتسائلة المدققة هي الدليل الذي لا غناء عنه لمن يريد حقاً أن يعيش عصره دون أن يخدع نفسه أو يدفن رأسه في الرمال”
“إنها قصة حزينة، وأشد جوانبها مدعاة للحزن هو أن كل الأطراف فيها مدانون، وكلهم يسهمون في تلك الجريمة الكبرى التي لم ترتكب النظم اللاديمقراطية ما هو أفظع منها- جريمة هدم العقول”
“ففي رأيي انه اذا كانت هناك اسباب معنوية لتخلفنا وتراجعنا واستسلامنا أمام التحديات، فإن الطاعة تأتي على رأس هذه الأسباب. انها، بغير تحفظ، رذيلتنا الأولى، وفيها تتبلور سائر عيوبنا ونقائصنا.وأستطيع أن أقول أن تنشئة الانسان العربي ترتكز، في مراحلها المختلفة، على تثبيت هذه القيمة الخلقية والاجتماعية وغرسها بطريقة راسخة حتى تصبح، في النهاية، جزءاً لا يتجزأ من تركيبه المعنوي.مرض عربي اسمه الطاعةص 78”