“عندما أخبرته قال الصداع الشديد شائع في فترة الامتحانات و بعدها، هذا بسبب الإجهاد، إذا أجهدت الدماغ يصاب بالإرهاق و يتمرد. لم يقترب منّي و لم يلمسني. أنا فكّرت هكذا أحسن (هل كنت أريده أن يلمسني؟ هل جئت هنا من أجل ذلك؟).”
“هل كنت نائماً أم كنت مستيقظاً عندما خفق في الغرفة ذلك الجناح .. و هل كان صقراً أم حلماً ذلك الذي رأيت? مددت يدي. كنت أسمع الحفيف و مددت يدي. انبثقت أنوار و ألوان لم أري مثل جمالها و حفيف الجناحين من حولي و مددت يدي. كنت أبكي دون صوت و لا دموع و لكني مددت يدي.”
“هل هو الخوف من الموت قبل الثلاثين؟ , و أنا الذي ما زلت أردد دائما أن الموت مناسب جدا في الثلاثين إذا كنت قد أنجزت كتابا يحمل أفكارك و أنجبت طفلا يملأ مكانك وسط الملعب و لم تقتل نفسا زكية بغير نفس”
“أجل ملعون أبو الدنيا، هذا شعار الاستهانة لا اللعن أو السب. و لكن هل تستطيع أن تلعنها بالفعل كما تلعنها باللسان؟ هل تستطيع أن تستهين بها و تضحك منها إذا أفقرتك؟ و إذا أعرتك؟ و إذا كربتك؟ إذا أجاعتك”
“على مائدة الفطور تساءلت : هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذى يجعلهم يبدون هكذا ؟ ثم جئنا جميعا إلى هنا : أسماء كبيرة و صغيرة, ولكننى تركت مقعدى بينهم و جئت أكتب فى ناحية , و من مكانى أستطيع أن أرى مقعدى الفارغ فى مكانه المناسب , موجود بينهم أكثر مما كنت أنا”
“-أنا كنت مبنيًا من الأساس كفرس... و لم يبنوني كحمار أبدًا..-و ناقة؟-لن أكون ناقة أبدًا.-و هل تعجبك هذه الوظيفة؟ فرس الأمير المفضلة؟همس المرتعش في أذن زميله، و كان قبلها قد تلفت حتى أيقن أن مختصي فن الرعاع قد انصرفوا تمامًا..-لا تعجبني إذا كنت أملك الخيار، أما الآن فكما ترى.. كلنا بلا خيارات.. أنا كنت أحلم بالبقاء مزارعًا وجارًا للحبل في المناسبات، و أنت حلمت بمنصب نائب السلطان، و غيرنا هنا كثيرون كانوا يحلمون ربما بأكل لقمة من حميض.. كلنا بلا خيارات، اسكت.”