“يقول العقاد "إن اتجاه التاريخ الإنسانى متقدم من الاجتماعية إلى الفردية، إذ الفردية هى عنوان الكرامة الإنسانية .. هى شعور الإنسان بقيمة فكره و إحساسه لا بفكر الجماعة و إحساسها! إن الحيوان لا بفكر بفكره و لا يحس بإحساسه .. إنما هو يفكر و يحس بغريزة الجماعة كلها و النوع كله .. و لن يرقي الحيوان إلى مرتبة الإنسان إلا إذا استقل فى تفكيره و إحساسه .. إن الوعى الجماعى فى الحيوان هو الذى جعل الحيوان حيواناً، و الفردية أى الحرية هى التى جعلت الإنسان إنساناً" ،،،”
“إن فكرة الشر غير موجودة عند الحيوان .. إن أغلب الحيوان محب للسلام و الإخاء و الصفاء .. والقليل الذى يطلق عليه اسم "الضوارى" لم يعرف قط العدوان لمجرد الزهو بالعدوان .. الإنسان وحده من بين مخلوقات الأرض هو الذى يرى الإعتداء على أخيه الإنسان مايسميه " المجد و الفخار " !”
“((يقول شاعر اليابان أكاكورا :عرفت الإنسانية شعر الحب عندما عرفت حب الأزهار. إن اليوم الذى قدم فيه أول رجل باقة الزهر الأولى إلى محبوبته هو اليوم الذى ارتفع فيه الإنسان فوق مستوى الحيوان .. لأنه بارتفاعه عن حاجات الطبيعة المادية أصبح إنساناً .. و بإدراكه الفائدة المتسامية لما هو "غير مفيد مادياً" حلق فى سماوات "الفن" .. فى الأفراح و فى الأحزان، الأزهار هى لنا الصديق الأمين، فنحن نحب و نحن نتزوج و هى معنا .. و نحن نمرض فى فراشنا و هى معنا .. بل نحن نموت و هى معنا .. و حتى عندما نرقد فى التراب فهى تأتى لتبكى بقطرات نداها فوق قبورنا .. كيف نستطيع العيش بغيرها؟ أهناك أقسى من تصور العالم "كأرمل" يحيا بدونها؟ .. لكن مهما يكن ذلك مؤللماً فإن من العبث أن نخفى عن أنفسنا الواقع : نحن، برغم دنونا من الأزهار فإننا لم نرتفع كثيراً فوق مستوى الحيوان .. فما من حقيقة راسخة فى كياننا دائماً غير "الجوع" .. ما من شئ مهم عندنا مثل شهواتنا .. إلهنا عظيم. و لكن نبيه فى نظر أغلبنا هو "الذهب" .. من أجله فى سبيل قرابينه ندمر الطبيعة برمتها .. نحن نفخر بأننا أخضعنا "المادة" .. لكننا ننسي أن المادة هى التى أخضعتنا .. حدثينى أيتها الأزهار اللطيفة .. يا دموع النجوم! .. أتعرفين ما ينتظرك غداً من مصير رهيب ؟! )) ...و لم أبحث أنا عن تاريخ القصيدة .. و قد نسيت الآن فى أى كتاب قرأتها؟ .. فإن اتضح أنها كانت قبل قنبلة "هيروشيما" .. فإن الشعر فى اليابان إذن كان قد تنبأ بهذا المصير ...”
“إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة و لا الرذيلة، و لا تشع فيها شمس العقل و الإرادة، و لا ينطق لسان المنطق، و لا تطاع القوانين و الأوضاع، و لا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة .. إنما هى مملكة نائية من عالم الألفاظ و المعانى .. كل ما فيها شفاف هفاف يأتى بالأعاجيب فى طرفة عين .. يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة، أو تبرق لمحة، أو ينشر شذا عطر، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات و الصور و الذكريات، ما يهز كياننا و يفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها، و لا بتجسيدها، و لو لجأنا إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ،،،”
“إذا كانت هناك قيود تمنع الإنسان من التحرك فى حياته نحو التقدم، فليس الدين أو الإسلام هو المسئول .. بل إن المسلم هو الذى وضع هذه القيود بسوء فهمه لجوهر دينه و سوء تفسيره لنصوصه بجهالته و كسله العقلى .. فنتناول الأحاديث النبوية كأنها أمر ملزم دون أن نبذل أى جهد فى فحصها لمعرفة ما إذا كانت من وحى الله أو من اجتهاد الرسول .. و هل هى مما يساعد على تقدمنا أو مما يقعدنا عن الحركة؟ .. فإذا قعدنا و تخلفنا قلنا هذا من الدين .. و الدين برئ. و الله لا يدفعنا إلى التهلكة و العجز عن استخدام قدراتنا التى خلقنا بها إلا بأسباب صدرت منا ...فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”
“إن الحضارة فى جوهرها هى سلام و صفاء و جهاد فى سبيل الكشف عن ملكات الإنسانية، والوصول بها إلى الأرقي والأفضل”
“إن الإنسان لا يكثر من الكلام دائما إلا عما ليس في يده و يتوق إلى الوصول إليه..”