“أمة الإسلام الواحدة تجمعها روابط الإسلام والجهاد مادامت تشترك معا في شئون الدفاع عن أوطانها التي يجعلها الإسلام وطناً واحداً. ومعنى ذلك أن أمة الإسلام الجامعة، أمة الأحرار، لم يكن من الضروري قط أن تخضع لنظام سياسي واحد أو لسلطان مركزي واحد.. بل يمكن أن تربط وحداتها بعضها إلى بعض رابطة رمزية هي التي سماها أبو بكر "خلافة".. وهي مصطلح بعيد كل البعد عن معنى الملك أو السلطان أو الدولة أو الإمبراطورية. وذلك هو لباب الفلسفة السياسية لأمة الإسلام.إنها ليست إمبراطورية ولا كسروية ولا قيصرية تخضع الناس لسلطان واحد بالقهر والقوة، بل هي رابطة الإيمان التي لا تمس كرامة شعب من شعوبها أو وطن من أوطانها. فكما أن كل فرد في هذه الأمة حر مادام ملتزماً بالإيمان بعقيدة الأمة مرتبط معها بروابط الجهاد والدفاع عن الدين وحماية وطن الأمة العام الواحد، فكذلك كل وحدة من وحداتها كان من الممكن أن تظل قائمة بذاتها وشخصيتها ومقوماتها داخل رباط وحدة الإيمان الواحد والهدف الواحد.”
“الأمة هي التي تختار من يتولى أمرها، ولا يكون من سيتولى الأمر هو الذي يفرض نفسه. هكذا كان في تقدير الله لأمة الإسلام وهي أمته. هي التي تختار لنفسها. لقد أراد محمد أن يختار أمته، ولكن الذي حدث هو أن الأمة هي التي اختارته. وذلك أساس لا ينبغي أن تتخلى عنه أمة الإسلام. إنها هي الأساس، وهي التي تختار، ولو كان المختار هو رسول الله. هكذا قدر الله رب الإسلام وأمة الإسلام.”
“قوة الإسلام ترجع إلى أن أخلاقياته من حب وتآلف وأخوة وصدق هي أسس وقواعد سياسية كذلك، فالخط الأخلاقي هو خط سياسي في نفس الوقت، والسياسة في الإسلام هي الأخلاق ، ولا يمكن أن تفلح أمة الإسلام سياسياً إذا لم تكن صالحة أخلاقياً.”
“فالذين يتصورون أن "أسلمة القانون" في الدولة الإسلامية , يعني إلزام الحاضر باجتهادات الماضي أو إلزام كل عالم الإسلام باجتهاد واحد , لا يفقهون هذا الجانب من سياسة الإسلام”
“طبيعة الإسلام تفرض على الأمة التي تعتنقه أن تكون أمة متعلمة ترتفع فيها نسبة المثقّفين، وتهبط أو تنعدم نسبة الجاهلين.”
“يفرض الإسلام ويوجب أن تكون الشورى , شورى الجماعة , هى الفلسفة والآلية لتدبير الأمور .. سواء كان ذلك في داخل مؤسسات الدولة أو في العلاقة بين هذه المؤسسات وبين جمهور الأمة ..”