“كتب مونتاني يقول إن الوضع الحضاري الذي يصفه البعض بالهمجيةليس إلا وضعا حضاريا مماثلا لما لدى الأوروبيين إلا أنه غير مألوفويتعذر فهمه وقبوله على العقلية الأوروبية. فمن المحتمل في رأيه أن يكوناﻟﻤﺠتمع الأوروبي ذاته قد مر بمرحلة مماثلة (يقصد الهمجية) الأمر الذييتطلب ضرورة فحص التطور الحضاري للمجتمع الأوروبي ذاته .”
“ قد نكسب أو نخسر حين نركن أحمالنا على الرف، إلا أن هذا الارتكان يعتمد على ما نتركه عليه، وثقتنا في الرف ذاته!”
“إن المغبون المسروق المظلوم الجائع الذي تحيط به القوانين وتكبله، ويرى في الوقت ذاته التجاوزات التي لا حصر لها لهذه القوانين، أو التمييز في تطبيقها، قد لايجد أمامه إلا العنف للرد على عصره.”
“إن تأخرنا العلمي من تأخرنا العقلي والفلسفي، ولا بد من الانكباب على الفلسفة والعلوم العقلية لانجاب المفكرين والعلماء. إن علوم اليونان لم تدخل أرض الخلافة لو لم تدخلها فلسفة اليونان وعقلية اليونان. كما أن علوم العرب لم تدخل أوروبا اللاتينية لو لم تدخلها فلسفة العرب وعقلية العرب. وكذلك لا أمل لعلوم أوروبا أن تغزو بلادنا اليوم ما لم نتقبل الفلسفة الأوروبية وطريقة التفكير الأوروبي، وما ذلك إلا لأن الفلسفة إنما هي أساس العلم، ولأنه ما من ثورة اجتماعية أو دينية أو سياسية .. قامت إلا وكان وراءها فلسفة ما. فما التاريخ إلا فلسفات وايدلوجيات وأفكار، وما الفلسفة إلا فتح مجهول وسيطرة على القدر.”
“فمن قال في القرآن بمجرد رأيه فهو مخطىء وإن أصاب، لأنه تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به. فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، لكان قد أخطأ: لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر.”
“إن الذى يقول باسم الإله افعل، لا يعنى إلا ما يعنيه من قال باسم الشيطان افعل... إن كليهما يفعل باسم ذاته، لحساب ذاته، لا باسم الإله أو الشيطان... ولا لحسابهما... إن كليهما يفعل بلا إله تحت اسم أى إله.”