“آه لو أمتلك السلطة , لو أمتلكها يوماً واحداً لدمرت هذا العالم . العالم لا يحتاج إلا التدمير. لقد فسد كل شيء فيه , تفتت خلاياه , تعفن, لم يعد من الممكن إصلاحه أبداً. يجب أن يدمر نهائياً لعل عالماً جديداً يقوم على أنقاضه , لعل بشراً جديداً يأتون من صلب عالم آخر لكي يطهروا هذه الأرض التي تعلوها الآن طبقة سميكة من القذارة والتفاهة”
“آه يا حبيبتي ، ألم يكن من الممكن أن نكون أسعد حالا لو لم يكلل حبنا بكل هذا النجاح ؟”
“لو اضطررت للتوسل إلى رجل آخر من أجل حريتك فأنت لن تنالها أبداً، الحرية شيء يجب أن تنالها أنت بنفسك .”
“لعل التوراة حين قالت عن آدم أنه اول إنسان لم تقصد إلى أنه أول شيء مشى على رجلين بل لعلها تعني أنه أول من أدرك الخطيئة وأول من أحس بأثر الضمير فأصبح بذلك إنسانا , هذه روح الله التي نفخها فيه فأصبح بنعمته قادرا على الايمان وقادرا على أن يخلف اللله على الأرض”
“ليس من الإيجابية في شيء، أن ترسم صورة زاهية وبراقة لعالم بائس وتعيس؛ لأن هذه الصورة البراقة والمزيفة ستعطل في داخلك إرادة تغيير العالم وإعادة بنائه بصورة أكثر عدلاً واتساقًا.. ليس من الإيجابية في شيء، أن تضع نظارات وردية على عينيك، لتغطي الدم الذي يلطخ العالم، والجهل الذي يكتسح العالم، والجوع الذي يكتسح العالم.. ليس من الإيجابية في شيء، أن تركز بعينيك على العالم المترف، والناس المتخمة بطرًا وثراءً بينما هناك عالم آخر، مدقع الفقر، يعيش فيه ناس آخرون، لا يمتلكون ما يسدون به جوع أطفالهم..ليس من الإيجابية في شيء، أن تعتقد أن على “الأرض السلام، وفي الناس المسرة” وتشيح بوجهك عن كل ما يعارض ذلك.. من حروب ودماء وحزن وظلم تعيش فيه الإنسانية..ليس من الإيجابية في شيء، أن تؤمن بأمل كاذب طويل؛ لأن هذا الأمل، سيزيف المعطيات التي سيكون العمل على أساسها، ومن ثم فإنه إما سيعطل إرادة العمل، أو يضعه في سياق غير مؤثر، فما دام العالم جيدًا هكذا، فلماذا نغيره؟.. احرص فقط على استمراره كما هو..الإيجابية الحقيقية، التي يمكن أن توظف في سياق إيجابي، ليست تلك التي تجعلك تتعايش مع الواقع السيء عبر الاقتناع أنه ليس سيئًا جدًا، بل أنه مليء بالإيجابيات ليسهل ذلك تأقلمك معه، هذه ليست إيجابية، هذه فقط “آلية إنكار”، حبة مسكن للألم، حقنة مخدرة تجعل الألم أقل..الإيجابية الحقيقية هي التي تنطلق من حقيقة أن الواقع سيء جدًا، وأنه مليء بالظلم والقهر والتمييز والجهل وكل ما هو سلبي وسيء.. لكنها تنطلق من هذه الحقيقة لا لكي تتجه للنواح والندب واليأس، بل لكي تؤكد أن ذلك كله مع سلبيته ليس قدرًا مقدورًا، ليس حتمًا مقضيًا، بل هو شيء يمكن تغييره، شيء يمكن العمل عليه وعلى إزالته واسئصاله من جذوره إذا كان الخطأ من أساسه، وعلى تشذيبه وترميمه إذا كان الخطأ ناتجًا عارضًا..الإيجابية هي أم تعترف أن الواقع –أحيانًا، على الأقل- سيء جدًا، وأن العالم –أحيانًا أيضًا- هو عالم “لا يطاق”..ـلكن الأمر هنا، هو أن تؤمن، أن ذلك كله ليس نهاية الأمر.. ليس مرساه..بل أن تؤمن أنك تطيق تغيير هذا العالم.. مهما كان ذلك صعبًا.. مهما كان ذلك شاقًا..يجب أن تؤمن أنه ليس مستحيلاً..ولو بعد حين…”
“القبول بأنني لا أنتمي لأحد, و لا لشئ, و لا ثمة شئ ينتمي إليّ, قلل هذا من شأني و جعله مثل شأن شبح ما.هذه يجب أن تكون الوحدة, التي تكلمنا و قرأنا عنها كثيرا دون أن نصل حتي إلي معرفة ماذا كانت أبعادها الأخلاقية. حسنا الوحدة كانت هذا: أن تجد نفسك فجأة في العالم كما لو أنك قد انتهيت لتوك من المجئ من كوكب آخر لا تعرف لماذا طردت منه. سمحوا لك بإحضار شيئين يجب أن تحملهما كلعنة ما حتى تجد مكانًا تصلح فيه حياتك انطلاقًا من تلك الأشياء، والذاكرة المشوشة عن العالم الذي أتيت منه !الوحدة هي عملية بتر غير مرئية ، ولكنها فعالة جدًا” كما لو كانوا ينزعون عنك السمع و البصر, هكذا هو الأمر , في معزل عن كل الحواس الخارجية, و عن كل نقاط الصلة,و فقط مع اللمس و الذاكرة يتوجب عليك أن تعيد بناء العالم, العالم الذي يجب أن تسكنه و الذي يسكنك, ماذا كان في ذلك من أدب و ماذا كان فيه من متعة؟ لماذا كان يعجبنا كثيرا؟”