“اعلم يا أخي أن ما ينتهي أحيانا يبدأ وإن كان غير موجود، وثمة ما نراه بالنظر ونلمسه وندركه بالحواس إلا أننا نفتقده، وآخر إذا ولّى وغاب عنّا صار متمكنًا منّا، وصرنا منه في أمر سديد.”
“لم تزل ماثلة في بالي، تعرف أننا إذ نستعيد ما قيل بعد الإنقضاء نذكره في جملته وليس في تفصيله، نراه بعد إنقضاء الوقت بمعناه وليس بنصه، وبعد توالي المدة في أثر المعنى يتضاءل المشهد، تذوي التفاصيل، لا يبقى إلا الرحيق، الشذا، سنا هيّن واهن.”
“كثيراً ما يقص المرء ما تمنى ان يكون ...لا ما كان بالفعل ..والأكثر ان يرى بالتمني ما يمكن أن يكون بدلاً من ذلك الذي كان”
“ لكل شيء نواة، منها يبدأ الحضور وإليها ينتهي الغياب، مسالك لا تعرف أي تعريج ”
“وأصعب الوحدة ما كان بين القوم”
“وأصغيتُ إلى محدّثي، كان يستعيد أمرًا مضى عليه أربعون عامًا وازدادوا سبع، ولكن في صوته أسينة لا تخفى، لُمْتُ البنية، وتكأت على سيرتها بالكلام الشديد، إلا إنه ضحك ضحكة صافية لها جلجلة، قال: "وما ذنبها هي؟ أنا أحببتها ولم تحبني.. ما ذنبها؟”
“ له عمر، ومن له عمر يعني ذلك أن له بداية ومن يبدأ لا بد له أن يصل إلى نهاية، فلكل أول آخر، وإلا لما كان ثمة أول، هذا مقطوع به، ولأن كل شيء فيه يدور، فلا بد من لحظة كف، لحظة تكتمل فيها المنية، تهمد الفورات، والهدير، والتهام الطاقات، ومن الهمود يكون التجدد، وما ينطبق على أنأى الأفلاك، أقصى النجوم والمجرات، نلقاه داخلنا، في الخلية التي لا يمكن مشاهدتها إلا بالمجهر".”