“بعثر بعض الأوراق البيضاء بعد أن جلب قلمه المفضل فقد عزم أخيراً على اغتيال ذكرياته معها , فاليوم سيقول وداعاً للتوهمات , سينسى القبلات وحتى تلك الرقصات ويجب أيضاً وضع حدٍ لتجول عينيها في بحور الذكريات ولابد من أن يكف صوتها عن ملامسة القلب و إعادة تنظيم الدقات .. فأخذ شهيقاً .. أعد نفسه ثم خط في بداية السطر: أحبك !”
“توجست من تلك الغريبة وأمسكت بيد ابنتها لتعيدها وراء ظهرها متسائلةً من أنت ؟ أنا زوجته بزهوٍ أجابت.. لقد قص لي كيف أحبك حقاً وكيف رحلت.. ثم قبلتها بخفةٍ على الجبهة وأردفت: شكراً يا حب زوجي الأول ما أوفيك حقك ما فعلت فلولاكِ ما فطن أن الإناث نوعان .. نوع تستثمر في نفسها لتبحث عن نصيب أكبر و نوع تستثمر في زوجها لتنال سعادة أوفر.. فالتجارب دروس تعلم الإناث والذكور أالثاني يريدون أم النوع الأول..فشكراً”
“أخذ يلاحق الأرقام في الورقة أمامه..بعد أن أراح الخد على راحة الكف وتنهد..أجار طعام وأقساط مدرسة.. راتب الشهر على ما يبدو لن يكفي هذه المرة..و قد مل من إعادة الحساب والكرة..ثم قدم إليه رجل حسن الهيئة..قدم له معاملة تبدو هامة وصعبة ودس في جانب اليد عملة نقدية كبيرة ستساعده في الأزمة.. فتذكر كلام زوجته : أسألك مهراً الحلال والاحترام والعفة .. فرد يده مجيباً عذراً ما تصبو إليه لست أهله”
“لا تستغربوا من هؤلاء الكتاب والمثقفين الذين بات قلمهم " يسيل " بسلاسة باهرة في الحديث عن الثورة اليوم أملاً في أن يُسجل لهم موقف يُذكر بعد أن تضعضع النظام السوري و أخذ بالترنح .. نعم لا تستغربوا فكلمة المثقف كانت في الاساس تصف الرماح مدببة النصل التي تترقب الهدف لحين ضعفه فتقتنصه قنصاً !”
“هي ليست حبي الأول .. إنها الأخير.. إنها الحب الذي يأتي بعد أن يتآكل القلب فيرممه.. ويعيده فتياً .. كل النساء قبلها كن لا شيء ..فالحب معها مفهومٌ آخر.. ليس كحُبي الأول مشتعلاً .. مليئاً بالرغبة .. فشيءٌ ما فيه يجعلك تشعر بالأمان والامتنان دوماً على عكس ذلك الحب الذي تحاول جاهداً أن تسترق لحظات منه تجمعك مع عشيقتك على عتبات حياة قاسية.. باحثاً عن باب يُفتح.. ليتلقفكما سوية في ظلام عشق .. مآنه دوماً إلى الانفصال !”
“كانت تشعر بها في كل ركن من أركان المنزل .. في اللوحة الصغيرة التي جلبها زوجها مؤخراً ..في بسمته المفاجئة على طاولة السفرة في ضحكته و هذيانه طيلة الليل .. حتى طفح الكيل فصعدت إلى العلية .. أخرجت علبتها السرية .. وشرعت بتقطيع صوره ..رسائله .. و بتلات الورود المجففة ثم نظرت إلى قلادة كان قد هداها "هو" إياها وهمست .. عذراً ماضيََ الجميل : سيكون كُلي له .. ليكون كله لي . وداعاً !”
“الناس في عيد الحب أربع ... عازبٌ يفتخر بأنه لم يساوم على نفسه ومازال ينتظر شريك دربه واثقاً بربه.. و محبٌ مخلص يتعهد كل عام أن يستمر في الإخلاص لزوجه دون أن ينال الملل والكلل من حبه .. ومساومٌ باع نفسه ذات يوم لوهمٍ يجدد في كل عام وثيقة بيعه.. ومخادعٌ منافق يكرر كل عام نصب فخٍ لفتاة عمياء تقتدي بغربٍ فتسعد هي بسرابٍ ويسعد هو بصيدٍ”