“فالتفكير والتأمل والتدبر والذكريات والآمال والتشاؤم والتفاؤل والكراهية والاشتياق و..و..و..! اسمى واحقر الاحاسيس ليست الا كلمات غير منطوقة دوارة في الدماغ.. تنير الوجه او تأكل القلب، فقط هي بلا صوت يسمعونه”
“فالطوائف ، في وجودها السياسي ، قائمة بالدولة البرجوازية نفسها ، و ليست قائمة بذاتها. و لا وجود سياسياً لها الا بهذه الدولة التي هي، في طابعها الطبقي نفسه ، دولة طائفية”
“و ربما كانت أشيع خطايانا هي الجزافية في التعبير .. الجزافية في التعبير عن الحب .. و المبالغة في كلمات الإعجاب .. و الإسهال في لغة الصداقة .. و الغِلظة في الخصومة .. و الحِدّة في الإدانة .. و التَرَخُص في الإتهام .. و التجاوز في التجريح .. و كلها كلمات نطلقها بلا تَحَسُب فتتحول بعد خروجها إلى طاقة مجنونة لا سلطان لنا عليها ..فتُدمي قلوباً .. و تَفصِم روابط .. و تُزلزِل نفوساً ..و ينكر الأخ أخاه .. و الحبيب حبيبه ..و لا يعود كل منا هو هو ..و ننظر إلى بعضنا البعض كأننا غرباء افتقدوا الألفة .و إذا بصديق الأمس " الإنسان النادر " قد أصبح خصيم اليوم .. " الإنسان الرخيص " المهلهل السيرة .. لمجرد تباديل و توافيق في لعبة الكلمات ، و تباديل و توافيق في الأشخاص ..و بلا حُجة سِوَى حُجة القلوب التي تتقلب مع هَوى اللحظات .و يهمس الواحد في نفسه .. لا أصدق أنها هي هي التي تتكلم .. مستحيل .. هذه امرأة لا أعرفها تكلم رجلاً آخر لا أعرفه .و كان أكثر احتراماً لنا أن نراقب أنفسنا في الكلمة التي نطلقها حتى لا تستهوينا لذة العبارة .. و حتى لا يسرقنا سِحر الألفاظ فنتبادل حُباً هو عداوة .. و نزاول عداوة هي حب .. و نغرق في كلمات هي تَرف ..و يلوذ الواحد منا بالآخر فيطمئن إليه و هو لواذ القلق بالقلق ..و لكن خيمة الألفاظ الحانية هي التي نشرت هذا العطر الخادع المخدر للحواس فأوحت للإثنين بأن كلاً منهما قد وجد السكن .. و ما هو بسكَن ..و إنما هو مجرد محطة استراحة من لهاث الحياة العقيم .”
“و يلٌ لأمة تأكل مما لا تزرع ، و تلبـس مما لا تنسج ، إنها يومئذ أمة عقيمة ، لا صوت لها و لا رأي و لا وجود”
“إن البلابل لا تغرد و هي سجينة الإقفاص, و المياه لا تعزف سيمفوتية الخرير و هي حبيسة في الخزانات ( او قوارير المياه الصحية ) , و الأغصان لا تشنف الآذان بالحفيف و هي مشدودة إلى الجذوع.”
“المسألة هي بهذه البساطة : يصبح الانسان ثوريا من قلب الرومنطيقية ! فلأننا نحب, و لأننا نحلم و لأننا نتصور انفسنا و اولادنا و نسواننا في عالم احلى . لاننا نغضب , و لاننا نسخط, و لاننا نريد ان نجعلك هذا العالم كما نجعلك الوقرة و نرميها في الفضاء, او في نهر النار و نهر الشمس و نهر الحب, يصبح من العسير على القيصر او باتيسا او كاي شك ان ينتصروا..”