“الرؤية النقدية للمجتمع وأوضاعه بما فيها من إيجابيات وسلبيات , هي الشيء الجوهري الذي يميّز (المفكر) عن العالم والداعية والمتخصص , لأن صناعة المفاهيم هي الشغل الشاغل للمفكر , والمفاهيم التي يصنعها تتمحور على نحو أساسي حول الواقع الاجتماعي وحول إمكانية تطويره والإرتقاء به ”
“إن المفكر يكون مفكرا حقيقيا بمقدار تحرره من وطأة الثقافة الشعبية التي يتغذى عليها , ويكون مفكرا على مقدار مدى نظره إلى خارج الصندوق الذي ولد فيه , وعلى مقدار تحكيم الأصول الشرعية والمبادئ الأخلاقية وتحكيم المنطق السليم في المفاهيم والتقاليد السائدة ”
“تحتاج الأمم دائما إلى من بفحص لها مساراتها , ويتحسس مآلات أعمالها , ومن يمدّ لها قرون الاستشعار في جوف المستقبل حتى تضبط إيقاع حركتها اليومية برؤيتها المستقبلية وهذه المهمة العظيمة من المهام الجوهرية للمفكر , بل إن المفكر يكاد يكون هو المؤهل الوحيد للقيام بذلك ”
“الإبداع يظل عبارة عن إمكانية وإستعداد كامن , ومالم يستغل الإنسان تلك الإمكانية , ويستثمر ذلك الاستعداد فإنه سيجد له متسعل في مقابر الموهوبين الذين خرجوا من هذه الحياة دون أن يعرفوا عن مواهبهم , ودون أن يعرف العالم عنهم أي شيء ”
“المحيط الثقافي الذي يغلّف عقولنا ومشاعرنا , ويمدها بالأفكار والرموز والمفاهيم , يشكل أكبر عائق أمام نضج الوعي وممارسة النقد ”
“العاديون من الناس يرون كل شيء عاديا , لأن بنيتهم العقلية والمعرفية هشة وضحلة , ولهذا فإنهم لا يفرقون بين ماهو متفوق وماهو عادي , وبين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي , وهم لذلك محرومون من الشعور بالدهشة الذي يتمتع به المبدعون والمثقفون الكبار”
“إن النقد في جوهره مجموعة من العمليات الذهنية التي تستهدف تقييم بعض الحقائق والمعلومات والأفكار والظواهر , وتمييز ما فيها من خير وحق وصواب وجمال عما فيها من باطل وخطأ وقبح ”