“ولد وبنت يتربعان عى البحر .. صغيران على بحر الطنطورة كأنهما جروان. تجري البنت فيجري الولد في إثرها ,تقفز في الماء فيقفز , يرفعهما الموج ,يغمرهما , يسبحان كأنهما سمك يتسابقان, يتقافزان ,يتشاجران ,يعلو صوتهما ينشر كلامه وضحكاته مجلجلاً , يكبران قليلاً ثم يكبران أكثر فلا يجوز أن يسبحا معاً”
“صمت ثم صوت، خافت ثم يعلو، سوف يتردد في الوادي بعد سنين”
“هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع.لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.لايسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح.يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة”
“طوِّل بابا يا ماما. يعني خطفوه، وين؟ لمل بنلعب في المخيم بنلاقي الولد المِتْخَبي، دايماً بنلاقيه. يمكن لازم ندوّر أكثر.”
“كيف يمكن للمرء أن يركض محموما في اتجاه انسان ثم يعود يركض في الاتجاه المعاكس؟”
“و كأن همّاً واحداً لا يكفي أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض فلا تنزل على الناس إلا معاً”
“تدريجياً بدأت أنتبه أنه يعبّر عن أشياء أريد أن أقولها , وإن لم أعِ إلا ساعة رؤية الرسوم أنني كنت أريد أن أقول ذلك . كأنه كان يسبقني في الكلام فيحدده قبل أن يتحدد على لساني أو حتى في رأسي . أو كأنه يعرفني أكثر مما أعرف نفسي”