“ولد وبنت يتربعان عى البحر .. صغيران على بحر الطنطورة كأنهما جروان. تجري البنت فيجري الولد في إثرها ,تقفز في الماء فيقفز , يرفعهما الموج ,يغمرهما , يسبحان كأنهما سمك يتسابقان, يتقافزان ,يتشاجران ,يعلو صوتهما ينشر كلامه وضحكاته مجلجلاً , يكبران قليلاً ثم يكبران أكثر فلا يجوز أن يسبحا معاً”
“لو أنَّا نموت معاً . لو أن الناس كالزرع ينبتون معاً ويحصدون معاً فلا يحزن أحد على أحد ولا يبكي أحد على من يحب . لو يحصد زرع البشر الذي ينبت معاً كله في وقت واحد ، ثم يأتي نبت جديد يخضر ويكبر ، لا يذكر شيئاً عما سبقه ولا يفكر فيما سيجيء.”
“كأنهما أدركا فجأةً أن خيطاً كان يربط بينهما من قبل أن يلتقيا ، والآن ظهر .. تكون بين الناس خيوطٌ تربطهم ، لكنهم لا يرونها إلا في وقتٍ مخصوص ، وقد لا يرونها أبداً.”
“ينير البرق السماء للحظات، ثم يرتسم ذلك الشرخ في الأفق ويتجه نحو الأرض.. وبعدها يدوي الهزيم الغاضب الحانق..ينهمر المطر مدرارا.. بينما يعلن البحر أنه قد سئم محبسه ويحاول أن يتمرد عليه ويغادره. الموج يمتد للشط محاولا أن ينشب مخالبه فيه، فلو نجح لزحف البحر خارجا وارتمى على الصخور يلهث..”
“صمت ثم صوت، خافت ثم يعلو، سوف يتردد في الوادي بعد سنين”
“إننا لا نتعلم السباحة طلاما أننا واقفون على الشاطئ.. نفكر في برودة الماء وعمق البحر .. نقدم رجلا ونؤخر أخرى”