“ولكنها شعرت فجأة برغبة شبيهة برغبة القطة الصغيرة التي تبحث عن الدفء. أرادت أن يدللها أحد، وأن يربت على كتفها، وأن يمسح شعرها، وأن يقول لها من جديد انها جميلة.”
“البنت ضروري تحب وتتجوز عنلى حب، كل بنت، أي بنت، بس مش أختي ولا أختك.. أخوات الناس التانيين. مش كده؟”
“والله إحنا مصيبتنا سودة، على الأقل أمهاتنا كانوا فاهمين وضعهم، أما إحنا، إحنا ضايعين. لا إحنا فاهمين إذا كنّا حريم ولا مش حريم. إن كان الحب حلال ولا حرام. أهلنا بيقولوا حرام وراديو الحكومة طول الليل والنهار بيغني للحب والكتب بتقول للبنت روحتي انت حرة، وان صدقت البنت تبقى مصيبة، تبقى سمعتها زفت وهباب.. بالذمة دا وضع؟ بالذمة احنا مش غلابة؟!”
“الشيخوخة هي شعور الفرد بأن وجوده زائد على حاجة البشر، وأن الستار أسدل ولم يعد له دور يؤديه، وهي الإفتقار إلى معنى الوجود ومسوغَّه الناتج عن هذا الشعور. والشيخوخة بهذا المعنى حالة، وليست مرحلة من مراحل العمر، وهي حالة نفسية وليست بالضرورة حالة فيزيائية، وإن أدت ربما قبل الأوان إلى عوارض فيزيائية.والشيخوخة بهذا المعنى مرض لا يصيب سوى الإنسان المريض. لا يشيخ الإنسان إلا إذا فقد قدراته العقلية أو جانبًا من هذه القدرات. قد يطعن الإنسان في السن ويضطر إلى تغيير عدسات القراءة المرة بعد المرة. قد لا تحمله ساقاه ويضطر إلى الإستناد إلى عكاز أو إلى ذراع بشرية، ولكنه لن يستشعر أبدًا برد الشيخوخة، ولا الإحساس بانعدام الوزن ما ظل يناطح، يبدأ عملاً وينهيه، يقبل تحديًا فكريًا أو ماديًا ويتجاوزه، يتبين منتشيًا ومحتضنًا للذات المزيد من القدرة على المناطحة، على المعرفة والتوصل إلى الهدف.لا يشيخ الإنسان طالما ظل عقله يضفي على وجوده معنى، يغنيه بهذا الوهج المتواصل الذي لا يشتعل فجأة ويخمد، الذي يدفئ ولا يحرق، هذا الوهج الأزرق زرقة غاز البوتجاز النقي، الهادئ هدوء اليقين.لطيفة الزيّات - قصة الشيخوخة”
“ووقفت ليلى على الشاطئ ترقب تيار الحياة وهو يتدفق. وشئ في قلبها يثور ويتمرد، يريد أن يصل مابينها وبين تيار الحياة. وشئ في عقلها يشدها إلى الوراء، ويطوقها، ويحبسها على الشاطئ.”
“العلاقات الإنسانیة الحمیمة تساعدنا على الخلاص ولا تشكل الخلاص، وھي تساعدنا على التوصل إلى معنى الحیاة، ولا تشكل المعني. المعنَى یكمن في عمل یصلنا بما ھو خارج عن الدائرة الضیقة لوجودنا الفردي الضیق.”