“يوحد الخطاب الديني المعاصر بين النصوص الدينية وبين قراءته وفهمه له. وبهذا التوحيد لا يقوم الخطاب الديني بالغاء المسافة المعرفية بين الذات والموضوع فقط, بل يتجاوز ذلك الي ادعاء ضمني بقدرته علي تجاوز كل الشروط والعوائق الوجودية والمعرفية والوصول الي القصد الالهي الكامن في هذه النصوص. وفي هذا الادعاء الخطير لا يدرك الخطاب الديني أنه يدخل منطقة شائكة هي منطقة "الحديث باسم الله" ومن العجيب أن الخطاب المعاصر يعيب هذا المسلك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم والعلماء في القروو الوسطي”
“إن وقوف الخطاب الديني عند المعانى ينتهى في التحليل الأخير إلى الارتداد بالواقع وتجميد النصوص في الوقت نفسه، وهى نتيجة لا يمكن أن يقر بها لأنها تفقده مبرر وجوده ذاته.”
“إن التوجيه الديني الذي تضطلع به القيادات الدينية ولا سيما أولئك الذين يتحركون كموظفين لدى هذه الجهة السياسية أو تلكلا يحاول أن يربط الناس بالعقلسواء في فهمهم للقضايا واتخاذهم للمواقفأو في تحديدهم لخط السير والحركةما نجده ـ في الغالب من الخطاب الديني والمذهبي ـانه يتحرك في السطح لا في العمقوالشكل لا المضمونوهذا ما يؤدي إلى أن تعتاد الجماهير على هذا النمطحتى يصبح منهجاً متّبعاً في كل شؤونهاوإذا كان هذا شأن الخطابين الديني والمذهبي،فإن غالب الخطاب السياسي ـ في عالمنا ـ لا يتحرك بعيدا عن السطحية والشكلية والاستخفاف بعقول الناسحتى أدمن الناس هذا الخطابفرجموا الذين يتحركون في العمق، ويخاطبون عقول الناس لا غرائزهمباللاواقعية، أو بالخيانة، أو ما إلى ذلكوأخطر ما في الأمرأن بعض الجهات التي تبوّأت مواقع التوجيه الديني أو السياسيوالتي لا تملك كفاءتهاتعمل على استغلال إخلاص الجماهير للعناوين والقضايا الكبرىلإبقائها ـ أي الجماهير ـ في السطحوذلك لأن الجماهير إذا تحرّكت في العمق، واكتشفت مواقع الخلل لدى هذه الجهاتسحبت اعترافها بشرعيّتها وقداستها”
“الخطاب الديني لا يستهدف الوعي بقدر ما يهدف إلى التشويش الأيدولوجي.”
“الحقيقة أن سعي الخطاب الديني لتكريس سلطة النصوص ولتكريس شموليتها هو في الواقع تكريس لسلطة عقول أصحابه وممثله على باقي العقول. وهكذا تتكرس شمولية تأويلاتهم واجتهاداته، فيصبح الخلاف معها كفراً وإلحاداً وهرطقةَ.”
“ان التكفير سمة اساسية من سمات الخطاب الدينى المعاصر،وهى سمة لاتفارق بنية هذا الخطاب،سواء وصفناه بالاعتدال ام وصفناه بالتطرف”