“سأل أحدهم الفيلسوف و الشاعر الهندي "طاغور" :أخبرني يا طاغور كيف حالك الآن في حيتك بعد الموت ?فأجابه طاغور :و أنت كيف تريد مني أن أخبرك بشئ كلفني العلم به أن أموت ?!لكل دار علومها .. و هل كنت و أنا علي الأرض أعلم الأموات ?كيف تريدون مني الآن بعد الموت أن أعلم الأحياء ?!علوم الدار الأرضية يفهمها أهلها .. و علوم الدار في الآخرة لا يدركها غير أهلها .. مت أولاً و احضر إلي هنا في ألآخرة و أنت تعلم و تفهم …”
“واجب رجل الفكر أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً .. و أن يصمد به في وجه كل عدوان .. لأنه الضمان الوحيد علي هذه الأرض الآن تجاه انحراف قوة العمل الانحراف الطاغي المدمر …”
“الإنسان العظيم قادر علي الاحتفاظ بقدره و مقامه في كل زمان و مكان ..مهما تتجدد المعارف و يقفز العلم و تتعدد الاكتشافات و تتغير الظروف و الأحداث ..إن الروح ثابته و العلم متغير .. و هذا أيضاً دليل علي أن الروح و ليس العلم هي مصدر الخلود …في الوقت الضائع - توفيق الحكيم”
“لقد تكونت في العقلية المصرية عاهة أرجو أن لا تكون مستديمة: هي ضمور عضلة التفكير و التحليل و حل محلها عضلة لا تشعر إلا بالحب أو الكره, و لا تري غير لونين "الأبيض, و الأسود" .. و بذلك ظهر نتيجة الشعور الواحد الانفعالي بالحب و الكره موقف التعصب ثم الإرهاب و العنف .. و هنا خطر غياب المناقشة و التفكير و التحليل .. و هو ما يقتضي طهور الحرية الحقيقية .. و بمعني آخر إرساء قوعد "الديموقراطية الصحيحة" و ليست المفتعلة أو المزيفة أو الناقصة, أو التي تستخدم لأغراض دعائية و مظهرية .. الحل هو ديموقراطية حقيقية, تُطلب لمزاياها و أهمها الآن هو قدرتها علي إبعاد الخطر المنتظر المتثل في التعصب الأعمي و التجمد الفكري الذي يصاحبه الانفعال المؤدي إلي العنف و الإرهاب .. ثم النتيجة بعد ذلك هي عودة الديكتاتورية الرجعية …”
“إن الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأنه يستطيع أن يتحرك دائماً في الزمان و المكان و لا زال حتي اليوم يتحرك إلي الأمام في الزمان و المكان إذا لم يقف في وجه حركته بعض الجهلة أو بعض الناقلين المقلدين …”
“سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام كان يصلي أحياناً فيأتي حفدته الصغار فيمتطون ظهره و هو راكع فيطيل هو في ركوعه لتطول متعة أولئك الصغار الأبرياء و لم يقل أحد كيف يفعل النبي ذلك و هو في صلاته في حضرة الله تعالي ? أليس في ذلك ما يمس واجب التبجيل و التوقير للخالق !و هم لا يعلمون أن الله في علاه و عظمته ليس في حاجة إلي تبجيل و تقدير إذا كان فيما حدث متعة بريئة لأطفال أبرياء …و ما أورده الترمذي من أن عمرو بن العاص دخل ذات يوم المسجد و صلي جنب فذهب الناس إلي النبي الكريم و أخبروه بذلك فسأله النبي .. فقال عمرو بن العاص لرسول الله : إن اليوم كان شديد البرد و ما كان يحتمل الاغتسال في ذلك البرد. فابتسم النبي و تركه و انصرف.”
“كان موقف الشيخ محمد عبده من فهم الإسلام و الدفاع عنه غير عابئ بصياح الهاجمين عليه من الجهلاء و السطحيين المتمسكين بقشور من كلمات و ألفاظ لا تصل إلي "جوهر" الإسلام .. يتشدقون بها و يغلون فيها و يغالون للظهور ببمظهر الغيورين علي الدين .. و لا يدركون أن أقلامهم التي تهاجم المؤمنين العقلاء إنما هي في الحقيقة معاول تهدم أصول الدين و هم غافلون .. و ها هي ذي السنون قد مضت و ذهبت بأسمائهم .. و بقي اسم الشيخ "محمد عبده" مضيئاً بجوهر الإسلام .. و الزبد يذهب جفاء .. و ما ينفع الناس يبقي في الأرض …في الوقت الضائع - توفيق الحكيم”