“أنا من عشاق صوت المطر على المادة الصلبة . عندما تمطر الدنيا مطراً مصحوباً بالبرق والرعد أشعر بالرغبة في فعل شيء ما . أخرج إلى الشارع بدون مظلة , أنط وأهتف وأصرخ كالأبله وأعود ثانية إلى دفء الغرفة بنشوة تفيض عن جسدي ولا أدري ما الذي أفعله بها .”
“في هذه الغرفة وجدتني أنسحب إلى هناك , إلى تلك البقعة المتوارية في كل شخص , بقعة الصمت و الإنطواء . فراغ غامق اللون يخصّ المرء ولايعني أحداً غيره , ألوذ به عندما يصبح الخارج عبثياً أو غير مفهوم . كأن هناك ستارةً سريةً تحت تصرفي , أشدها عند الحاجة , فأحجب العالم الخارجي عن عالمي , أشدها بسرعة وبشكل تلقائي عندما تستعصي ملاحظاتي و أفكاري على الإنكشاف بكامل وضوحها , عندما يكون حجبها هو الطريقة الوحيدة لصيانتها”
“كنت أشتاق إلى الماضي في دير غسانة كما يشتاق طفل إلى مفقوداته العزيزة، و لكنني عندما رأيت أن ماضيها ما زال هناك، يجلس القرفصاء في ساحتها، متنما بالشمس.. ككلب نسيه أصحابه، أو على هيئة دمية لكلب، وددت أن أمسك بقوامه و أقذف به إلى الأمام.. إلى أيامه التالية، إلى مستقبل أحلي.. و أقول له:أركض!”
“لا أعرف ما استقر في عينيه من القدس, ولا أملك أن أكتب شيئاً من ذلك. لكنه في المستقبل, بعد بضع سنوات, سيترك فلسطين كلها تعرف, عندما يكتب قصيدته (في القدس) والتي ستصبح أشهر قصيدة عربية أعرفها عن هذه المدينة.”
“أخيراً! ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر، الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثين عاماً من الغربة.كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمّة بأكملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر وكل ذلك الموت؟ كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ والخيام وأحزاب الوشوشة الخائفة؟”
“ لا أبكي على ماضي لا أبكي على هذا الحاضر لا أبكي على المستقبل أنا أعيش بالحواس الخمس أحاول أن أفهم قصتنا ، أحاول ان أرى أحاول أن أسمع أصوات العمر ، أحاول أحياناً أن أروي ولا أدري لماذا ، ربما لأن كتب التاريخ لن تكتب ما أكتبه ! ”
“يختلف الناس في سر القهوة وتختلف آراؤهم :الرائحة ، اللون ، المذاق ، القوام، الخلطة ، الهال ، درجة التحميص، شكل الفنجان، وغير ذلك من الصفات. أما أنا فأرى أنه "التوقيت ". أعظم ما في القهوة " التوقيت" ، أن تجدها في يدك فور تتمناها. فمن أجمل أناقات العيش، تلك اللحظة التي يتحول فيها "تَرَف" صغير إلى "ضرورة".والقهوة يجب أن يقدمها لك شخص ما. القهوة كالورد، فالورد يقدمه لك سواك، ولا أحد يقدم وردا لنفسه”