“أنَا بالأسَاس ضَائقٌ بعَمَارةِ هَذَا الفَنفَنُّ الرِّواية، بل أنَا ضَائقٌ بعمارة الفنون جميعُهَا، وهذا عن عَشَمْ رُبَّمَا أَبلَه: إنَّها الجَّائزة الوحيدة التي يمكن رَشوةُ وُجُودَنا بها، أعني الجَّمال. فلا أقلَّ من أَن تَبلُغَنا لِذَّةٌ خَارقة حَدَّ نَبقَى، وهي لا تَفعَل. ومن بعد قرون من ثَور المهارة البَشَرِيّ لم يُصِبنِي فَنٌّ فَيقتُلنِي لِذَّةً؛ بل لم يُصبنِي فَنٌّ يَبتِرُ في القلب ضَجَر. هذا الضِّيق يُصيبُنِي حدَّ اليأس فأنحو للمفاهيم عَاشِمَاً في عَزَاءٍ لحظيٍّ للحيرة، طالما الأمل جَزَرَة رَكضنا الأبديَّة، إلا أَنَّ الحيرة تَرميك بِيأسِهَا فَتهجُر مُنقِّباً في مهارات المنظُور أوالمسمُوع ثُمَّ المقرُوء، كَرَّةً بعد كَرَّة دون أن تَكف، إلى أن تَشعُر بوهلةٍ ما؛ أنَّك محضُ دَلاهَة، وأنَّ هنا، هنا بالذَّات، عُبُودِيَّةٌ مُختارة تَقضمك، كما لن يحدث أبداً لو انتَقَيتَ عُبُوديَّةً أخرى لوجودك، كأن تَعتَلِف الفُتَات، قانعاً من كُلِّ تَرفٍ، مثلما تَفعلُ أغنامُ الحياةِ اليومية، المشغولون بجائزة الرَّكَاكَة الاستهلاكية المُعاصرة.”
“الذي أدريه الآن يقيناً، أن من يصعد إلى هذا المرتقى يوماً، لا يعود كما كان من قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبداً إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنوناً، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه بشر أو لم يلوِّثْه بعد.”
“الوقت لا يسير بشكل دائري بل يتقدم في خط مستقيم من هنا لا يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا لأن السعادة رغبة في التكرار !”
“إنها سياسة ناجحة دائماً في المظاهرات .. إن خرجت المظاهرات ضدك فأرسلي من يندس فيها ويحرق شيئاً هنا وهناك .. بعد هذا لن يلومك أحد إن ذبحت كل المتظاهرين .. لم لا ؟ هذا من حقك .. أليسوا مجموعة من المخربين ؟”
“كان عندي إحساس ما إنني سأراك مرة أخرى.. ربما غداً. كنت أشعر أننا في بداية شيء ما، وأننا كلينا على عجل. كان هناك كثير من الأشياء التي لم نقلها بعد، بل إننا لم نقل شياً في النهاية”
“وعرفتُ أن الليالىمذاقُ قطرةٍ من العسل، على اللسان تتلاشى.أنّ الأشياء، دوماً، مُهدًّدةُ بالغيابوأنني، ذات يومٍ، كنتُ هنا، في هذا المكان.حيث لن أكون، أبداً، مرةً أخرى.”