“الدول الديموقراطية تمارس السياسة كثيرا وتتكلم عنها قليلا.الحاصل عندنا هو العكس.لا يلتقي منا اثنان إلا ويبادر أحدهما بالسؤال:ما الخبر؟والخبر لا يتصور أن يكون غير سياسي.لا غرابة إذن أن نسيّس الدين أكثر مما "نديّن"السياسة.السبب؟..الأمية.لم يحصل بعد عندنا الفطام الضروري من الغريزة إلى العقل،من الإتباع إلى الإستقلال،من التوكل إلى الهمّة،ومن المبايعة إلى المواطنة.”
“ـ من الضروري إن تقف الدولة عند حدود معلومة، إذا تعدتها تحولت من مفهوم يعبر عن واقع إلى كلمة فارغة.”
“ما يجعل السياسة بئيسة عندنا هو بالضبط شموليتها.لاتنفصل "الغمزة" عن "الدبزة"،القهر عن المؤالفة،السياسة/رعاية عن السياسة/تدبير.لم تتكون بعد نخبة سياسية واسعة تتأهل وتتجدد باستمرار،تتحمل المسؤولية لمدّة محدودة كعبء مكلّف وبالتالي مؤقت،كمرحلة لازمة ضمن تجربة أوسع وأغنى.فيستطيع المرء أن يقول: هناك حياة قبل وبعد السياسة.”
“الذهن أيضا يقفز من شيء إلى ضده بلا واسطة، يتلهى، يتلذذ بتمزيق الذات، وإذا ترقف واستقر فلا تظنن أن شيئا خارجيا قد وقع، أن شيئا في المحيط لخارجي قد تغير.. السبب ،الدافع منه ومنه وحده..”
“تقولون أن أول الأسبقيات أن يتعلم الفلاح المغربي الديموقراطية. هل سيتعلمها حقا بمجرد أنه يضع من حين لآخر في صندوق الاقتراع ورقة يعجز عن قراءتها ولا يختارها إلا بمساعدة لون معين.”
“إن المجتمع مجزأ إلى فئات متصارعة لا تملك أية واحدة منها الحقيقة ، لذا تتتابع تصورات الكون بدون أن تمثل أية واحدة منها المطلق.”
“ـ إن الفرد الذي يعيش داخل الدولة الحديثة المبنية على الاقتصاد الصناعي الموجه والمساواة الديمقراطية، يميل بطبعه إلى مسايرة الآراء الغالبة. أصبح الفرد يفضل الرضوخ إلى رأي الأغلبية وهو راي يتكون تلقائيًا في المجتمع العصري. لكن الإجماع على رأي واحد، هو إجماع اصطناعي، يتسبب في ذهول فكري وفي تعثر المجتمع ككل. لكي نحافظ على أسباب التقدم لابد من الابقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار.”